شرح لإلياذة الجزائر صمود الأمازيغ

Viewing 0 reply threads
  • الكاتب
    المشاركات
    • #12796 الردّ
      tima goumaz
      مشارك

      أمازيغي أنا …. أمازيغي سوف أبقى … أبيات أبكي كلما أسمعها ….. من أروع الأشعار التي تتغنى بأمجاد أجدادنا عبر آلاف السنين ، ما قاله شاعر الثورة ، إبن واد مزاب الغالي …. مفدي زكريا رحمه الله تعالى في قصيدته الخالدة : إلياذة الجزائر ، المكونة من 1001 بيت شعري …. التي سنروي لكم قصتها لاحقا بإذن الله …… و فيها دليل على أننا نستعمل كلمة أمازيغ للدلالة على شعبنا ، مفدي زكريا الذي مرت الذكرى 44 لوفاته رحمه الله تعالى منذ أيام يوم 17 أوت …. وهو الذي ناضل من أجل تحرير بلده الغالي منذ 1930 …. ورغم ذلك لم يرضى باغتصاب الحكم من طرف جماعة وجدة و جيش الحدود … و اختار المنفى في تونس أين عاش حتى وفاته …. ولم يحضر جنازته سوى بضعة مسؤولين رحمه الله تعالى

      إلياذة مفدي زكريا الرائعة دليل على تبني رموز ثورتنا للبعد الأمازيغي لشعبنا … و فيها سرد رائع لبطولات شعبنا عبر القرون ….. إليكم مقطع من الشعر مكتوبا … مع شرح مبسط للأبيات في سطور لن تجدوها في أي صفحة عبر الانترنت :

      صـمود الأمـازيـغ عبر القـرون …. غـزا النيرات و راع النجوما

      وكم أزعـجوا نائبـات الليـالي ….وكم دوخوا المـستبد الـظلوما

      سـلوا طبـرية يـذكر تبـيريـــــوس تيـكفرنـاس يوالي الهـجوما

      ثمـان سنـين يصـارع رومـا …. فدق المسامير في نعش روما

      و أوحى له الأطلس الـوحدوي …. فوحـدنا فانطلـقنا رجـوما

      سلـوا بربـروس يجـبكم فراشن من جـرجرا كيف أجلى الغيوما

      وقالوا أراديون بالكاف أودى … هل الموت عيسى يداوي الكلوما ؟

      و هـذا أغـوستنس بالاعترافات … حير عبر الزمان الفهوما

      وأسـقف بونـة أصبـح قـديس قـرطاج … مـذ بث فيها العلوما

      و كان أغـستـنس فخر البلاد … و كان بـها الفـيلسوف العظيما

      في هذا المقطع ، يذكر مفدي زكريا شعبنا باسم الأمازيغ … في إجابة صريحة لكل من يقول أن مصطلح أمازيغ اخترعته الأكاديمية البربرية في باريس … يتكلم عن صمودهم في وجه كل الغزاة ، يذكر مقاومة تاكفاريناس ، الذي كاد ، منذ 2000 سنة ، أن يهزم امبراطورية الرومان …. ثم مقاومة فراشن ( فاراكسن ) و أراديون بجبال جرجرة و البيبان ، ثم يذكر القديس أوغسطين الأمازيغي الذي خلد اسمه في تاريخ البشرية ….

      دعـوا ماسـينيسا يـردد صدانا …. ذروه يـخـلـد زكـيَّ دمـانـا

      و خـلو سفاكس يحكي لروما….. مدى الدهر كيف كسبنا الرهانا

      و كيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا … بجامة لـم يرض فيها الهوانا

      و كـم سـاومـوه فـثار إبـاء ……… و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا

      و ألـهمه الحب نيل المعالي ….. و قد كان مثلي يهوى الحسانا

      و مـن صنعت روحه سوفيتيزيا ….جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا

      تـغذيه حبـا و فنـا و عـلمـا …….. و تنـبيـه ما قـد يكون و كـانا

      فـجاء يغـورطا على هـديـه .. بحكم الجـماهير يفـشي الأمانا

      و قـال مديـنة رومـا تبـاع …….. لـمن يـشتريها فهـزّ الكيانا

      و وحّـد سيـرتا بأعطاف كاف …. و أولى الأمـازيغ عـزاّ و شـأنا

      في هذا المقطع، يذكر زكريا منعرجا هاما في تاريخ البشرية كتبه أجدادنا الأمازيغ ، لما تحالف الملك ماسينيسا مع الرومان ، ضد القرطاجيين ، مما أدى إلى انهيار قرطاجة و صعود نجم روما …. سيفاقص ، غريم ماسينيسا ، تحالف مع قرطاج ، فخسر المعركة ، و خسر زوجته ، الأميرة القرطاجية سوفيتيزيا ( صوفونيزبا ) التي تزوج بها ماسينيسا حسب الرواية ، و كانت ذات جمال و حكمة و رجاحة رأي …. لاحظوا كيف أنصف زكريا الملكين الأمازيغيين …. بكل حكمة ، عكس ما يفعله الجهلة اليوم ، البعض يمجد ماسينيسا و يخون سيفاقص ، و البعض يفعل العكس … ثم يذكر يوغرطا البطل الذي كان يصارع الأسود و الدببة دون سلاح …. الملك الأمازيغي الذي عرض روما للبيع …..

      أولئـك آبـاؤنا منـذ عـيسى …. و كـان محـمد صـهرا لـعيـسى

      و لاح الصباح فهز السكارى… وأجلى الندامى ورض الكـؤوسا

      و أيـقظ حلم الليالي الحبالى… و أسرج في الكائنات الشموسا

      و أهوى على البغي يذرو الجذوع …. و يغرس في الجبروت النفوسا

      و حـذر آدم ظلـم أخيـه … و سوى الحـظوظ و أعلـى الرؤوسا

      و أخـرج حـواء من رمسها … فألهـمت الـروح هـذي الرمـوسا

      لئـن حارب الدين خبث الـنفـوس … فلم يغمط الدين هذي النفوسا

      و لـم نـك نـنكـر آبـاءنـا ….. أكانـوا نصارى أكانوا المـجوسا

      و هـل كان بربر إلا شـقيقـا …. لجـرهم هـلا نسـينا الـدروسا

      إذا عـرّب الـدين أصلابـنا ….. فـما زال أحـمد صهـرا لعيسى

      من أروع ما قال مفدي زكريا …. ينسب الشعب الجزائري لأجداده الأمازيغ منذ عيسى عليه السلام ( أي منذ ما قبل الإسلام ) ، أي أننا على هذه الأرض منذ القدم … منذ آلاف السنين …….. قوله : و كان محمد صهرا لعيسى ( عليهما أفضل الصلاة و السلام ) قوي جدا … يشير إلى أن الأنبياء هم أصحاب دعوة واحدة : دين التوحيد ، يشير إلى أن الحبيب صلى الله عليه و سلم صاهر المسحيين بزواجه من مارية القبطية رضي الله عنها …. و يشير إلى أن الإسلام ، و ما قبل الإسلام ، بينهما علاقة قوية ، لكن كل واحد مستقل عن الآخر … فالصهر ليس قريبا بالدم … و كأنه يقول : حتى و لو أسلمنا فلن نتنكر لماضينا ما قبل مجيء الإسلام …. كل هذا ، لخصه في جملة قوية جدا جدا !!!

      يتكلم عن مجيء الإسلام إلى البشرية ، و إلى أرضنا الطاهرة بقوله : و لاح الصباح … أي أشرقت شمس الإسلام ، فأيقظت السكارى من غفلتهم ، و أنارت النفوس ، و حارب الإسلام الظلم ، و جعل البشر كلهم سواسية ( عربهم و عجمهم ) ، و حرّر المرأة …. ثم يقول بيتين رائعين : إذا حارب الدين خبث النفوس … فإن الدين لم يأتي لطمس هذه النفوس و محو هويتها …. و لن ننكر أبدا أجدادنا الأمازيغ رغم إسلامنا … حتى لو كان أجدادنا نصارى أو مجوسا ….. و هل كان بربر ( جد الأمازيغ حسب البعض ) إلا أخا لجرهم ( جد قسم من العرب ) … يعني أخا له في البشرية ….. هلا اعتبرنا من الدرس !!! يعني نحن كلنا إخوة في البشرية ، و لا يحق لأحد أن يطمس الآخر أو يحقره …. ثم يختم ببيت رائع : لإن عرّب الدين أصلابنا …. أي رغم أن الإسلام عرّب لساننا و ثقافتنا و حتى أسماءنا و أسماء أبنائنا …. فما زال أحمد صهرا لعيسى … أي أن تبنينا للغة العربية لن يجعل منا عربا … و سنبقى أمازيغ متميزين بهويتنا … تميّز الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم عن عيسى عليه الصلاة و السلام …..

      وفي قـدس جناتنا الناضرة …. وجـوه إلى ربـها ناظـره
      تـمدّ الـمعـزّ لـدين الإلـه ……. فيـصنـع جـوهـر و الـقاهـره

      و يـستلهم الـنيل من أرضنا …. صفانا ، و أخلاقنا الطـاهره

      و يـجري رخـاء على هدينا ….. يـواكب أفـضالنا الزاخره

      و تُفـهم رمسيس معنى انعتاق الشعوب …. جزائرنا الـثائره

      هو الـنيل خـلد عـشر قـرون ….. و باركنا الـسنة الـعاشرة

      و كـم شـابه النيـل بحر دمانا …… تمور به المهج الفـائره

      و كـم ضارعت في الفدا كيلوبترا… جمـيلات ثـورتـنا الهـادره

      و نحن الأمازيغ نرعى الذمام … و لا نجحد الفضل و الآصره

      و نكـبر مصـرَ و أحرارها ………..و من آزروا حـربنا الظافره

      من روائع مفدي زكريا …. في هذا المقطع يذكّر المصريين ، الذين كانوا يتبجحون بأن بلدهم أم الدنيا ، و أنهم هم من حسموا ثورتنا المباركة بدعمهم ، و أن لهم الحق في التحكم في توجهات الجزائر المستقلة …… يذكّرهم أن أجدادنا كتامة ، هم من بنوا القاهرة … و أن الفاطميين نشؤوا بين الأمازيغ ، و أن قيم الشعب الأمازيغي صافية صفاء مياه النيل …. و أننا ضربنا المثل لكل العالم ، في عشق الحرية و رفض الظلم و العبودية … منذ أن ثرنا على رمسيس ، في إشارة منه إلى ثورات الأمازيغ على الفراعنة منذ آلاف السنين ( من قبل شاشناق ) …. و كأنه يقارن بين الأمازيغ الذين حاربوا كل من استعمر أرضهم ، و بين المصريين الذين خضعوا لكل من استعمر أرضهم ….. و كم شابه النيل بحر دمانا …. أي أن مياه النيل لا تصل إلى مستوى بحر دماء الملايين من الأمازيغ الذين دافعوا عن أرضهم و عرضهم …. و أن جمال كليوباترا الأسطوري لا يصل جمال مجاهداتنا و شهيدات ثورتنا ( كناية عن جميلة بوحيرد و رفيقاتها ) …. و مع كل هذا ، فأخلاق و قيم الأمازيغ تأمرنا أن نعترف بالجميل ، و نشكر أحرار مصر على مساندتنا في ثورتنا المباركة …..

      فيا آل مقـران أسـد الكفاح …… ونبع الندى والهدى والصلاح

      نهدتم تشقــون درب الخلود ….فـعـبدتمـو نهجـه بالســلاح

      وحـداد في السوق ألقى عصاه … وأعلنها في الذرى والبطاح

      كمثل عصاي سألقي الفرنسيس … في بحر أركلهم بالرماح

      سـلام لمقــران يمضي شهيدا …. بسوفلات رمز الفدا والكفاح

      ولابن الثمانين يغدو أسيــرا … وما كبـل القيد فيه الطمــاح

      ومرحى لمالك يطغى بشرشال …. بركــانه بالأمــاني الفســاح

      وعاشت مناصر راحت تناجي … بوذريس شيخا وريف الجناح

      فــردد رجـع صداه ابو عمامة …. يدنــي حظــوظ النجــــاح

      وهـڨّار تزهو بآمـــودها ……… يـذود عن الشـرف المستبــاح

      من روائع مفدي زكريا …التي يتغنى فيها بأبطال مقاوماتنا ضد المستعمر … آل مقران ( عائلة المقراني ) … أهل العلم و الدين و الجهاد ، الشيخ أحدّاد الذي قال في سوق صدوق بعد صلاة الجمعة : سنلقي فرنسا في البحر كما ألقي عصاي هذه إلى الأرض …. المقراني الذي استهد بمنطقة سوفلات بالجبال بين لخضرية و عين بسام …. مالك البركاني الذي كتب أروع صفحات الجهاد بجبال شرشال و بني مناصر ، الشيخ بوعمامة الذي قاوم الفرنسيين طيلة 20 سنة بجبال القصور و جنوب غرب البلاد … و الشيخ آمود بطل التوارڨ ، الذي قاوم الفرنسيين طيلة 35 سنة و كبدهم خسائر فادحة ، و قتل المستكشف الفرنسي فلاتر و كل بعثته التي توجهت لاستكشاف الصحراء الكبرى ، في معركة بير ڨاراما الخالدة ….

      هؤلاء هم أجدادنا يا سادة …. و حق لنا أن نفخر بهم …. أمازيغ نحن ، أمازيغ سنبقى ، إلى أن يرث الله الأرض و من عليها …. إليادة كتبها شاعر الثورة مفدي زكريا …. الذي دافع فيها عن أمازيغية أرضه بكل فخر و اعتزاز ، و بلغة عربية فصيحة ساحرة …. تقول الرواية أن مفدي زكريا تلقى مساعدة مولود قاسم نايت بلقاسم ، الرجل الموسوعة ، لإتمام الألف بيت و بيت التي تتكون منها هذه الرائعة الأدبية …. التي ستبقى في التاريخ كإحدى روائع الشعر الملحمي….. في تراث البشرية جمعاء …

      رحم الله مفدي زكريا و أسكنه فسيح جنانه

      حفظ الله أرض الأجداد

      تحيا الجزائر
      بقلم معمر بن سونة

Viewing 0 reply threads
رداً على: شرح لإلياذة الجزائر صمود الأمازيغ
معلوماتك:




زر الذهاب إلى الأعلى
error: النسخ ممنوع !!