اليوم ايضا وللأسف بعد نشر العديد من المقالات حول التاريخ الامازيغي وبالأدلة القاطعة التي ننتظر من خلالها ان يرد عليها أشباه المؤرخين الذين يزورون التاريخ وينسبون الشعوب الى أيديولوجياتهم يدفعونني شخصيا ان اكتب مقالا اخر حول الموضوع عوض ان انتقل الى موضوع اخر خلال هذا المقال سألخص بشكل جوهري وبنقاط للرد على خرافتهم وأرجو ان يردوا على مقالي بدلائل تاريخية عالمية كما تفعل معهم : بقلم ايت كتوت لياس Ait Kettout Lyes
لنكن متفقين ان اول من اخترع مصطلح اللغة السامية والحامية هو المستشرق الألماني أوجست لودفيج شلوزر في عام 1781 ، متركزًا من اسم أحد أبناء نوح ، سام، لتسمية اللغات التي أنشئت منذ العصور الوسطى من قبل العلماء اليهود: العبرية ، الآرامية ، العربية. ثم تجمع المختصون تحت اسم “سامية” مجموعة كاملة من الشعوب التي هاجرت ، خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد ، من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد ما بين النهرين ، سوريا ، فلسطين ، ثم حوالي 700 قبل الميلاد ، إلى القرن الأفريقي. يتميزون بانتمائهم إلى نفس الأسرة اللغوية ، لكن ليس لديهم أي صلة قرابة أخرى بالضرورة. اليوم ، الشعوب التي يمكن وصفها بالسامية هي اليهود والعرب بشكل رئيسي ، ولكن في العصور القديمة ، كان هناك أيضًا الآشوريون والبابليون والآراميون والكنعانيون والفينيقيون. ويقول سالوست ان السكان الأوائل في إفريقيا كانوا الجيتول والليبيون الذين يشتركون في جد واحد اما في نصوص هيرودوت (IV ، 181 ، 186 ، 191) ، بعد أن وصف سلسلة كبيرة للقبائل من مصر إلى بحيرة تريتون ، كما يلي: “لقد أشرت للتو إلى الليبيين الرحل الذين يعيشون على طول البحر. وفوقهم ، هي ليبيا وفيها حيوانات برية … لكن عند غروب بحيرة تريتون ( وهذا يعني في الشمال بالنظر إلى الاتجاه غير الصحيح المخصص للساحل من الأراضي القرطاجية) لم يعد الليبيون من البدو الرحل ولم يعد لديهم نفس العادات … إنهم يزرعون الليبيين … لديهم من المنازل ويطلق عليهم ماكسيس “.
عُرفت الكثير من قبائل بالباليوبربر في العصور القديمة باسم المازيس وفي الواقع الاسم الذي يطلق عليه البربر أنفسهم الأمازيغ مازيس = مازيغ تم كتابة هذا الاسم من قبل الأجانب بأشكال مختلفة: مشويش من قبل المصريين ، والمايزيس والماكسيس من قبل الإغريق ، المازيس والماديس من قبل اللاتين. في القرن الرابع عشر ، أوضح المؤرخ ابن خلدون أن فرعًا من البربر ، برانيس ، ينحدر من مازيغ. أن بعض سكان أفريقيا القديمة قد وضعوا بالفعل بعض أسلاف مازيغ أو ماديغ على رأس أنسابهم ، يجب ألا يكون ذلك مفاجئًا لأنهم أطلقوا دائمًا هذا الاسم على أنفسهم. من هذه التسمية سيأتي ظهور الماديس ، أسلاف المغاربة اما فيما يخص الأثار المادية الاركيولوجية والبيولوجية الجينية التي تشير إلى قدم شعوب غرب النيل أو القبائل الليبية أقدم بكثير من الوجود الكنعاني أو أنبياء بني إسرائيل وموسى أو حتى إبراهيم عليهم السلام فلماذا أشباه المؤرخين يريدون نسب الامازيغ الى اصول عربية او فينيقية وحسب المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس القيسراني و ما جاء في موسوعة سويداس البيزنطية عند النوميديين في الحقيقة ليس بشر ينسبون نفسهم للكنعانيين بل هو كلام منقوش على صخرة inscription sur monument يتمثل في جملة تقول بالفينيقية في ما معناه “” نحن كنعانيون طردنا من بلدنا من طرف ” اللص” يُوشَعُ بْنُ نُونٍ (josué fils de navé و يُوشَعُ بْنُ نُونٍ في الحقيقة هو أحد أنبياء الله لبنو إسرائيل الذي حارب و طرد الكنعانيين من أرض فلسطين .و هؤلاء الكنعانيين الهاربين من المشرق لمختلف سواحل المتوسط بسبب حرب بنو إسرائيل و غيرهم كالأغريق و الآشوريين هم نفسهم الفينيقيين و من هنا اختلطت الأمور حتى على المؤرخين العرب القدامى الذين يجهلون تماما حقيقة الفينيقيين و حقيقة اللوبيين أو الأمازيغ ففسروها بأن “البربر” هم نفسهم بنو كنعان الذين طردوا من فلسطين و لهذا ايد ابن خلدون نسب مازيغ بن كنعان بن نوح لانه ايضا كان مطلع على تلك الرويات التاريخية القديمة و هو خطأ
هيرودوت يقول ان الفينقيين ليسوا اصليين في شمال افريقيا (وافدون) لانه تاريخيا و قبل 500 سنة من الميلاد وفي عهد المؤرخ هيرودوت كان المؤرخين يفرقون بين شعب الفينيق وشعب ليبيا او الامازيغ كما نسميهم اليوم ومن كتاب هيرودوت من القرن الخامس قبل الميلاد يشهد ان الفينيقيين شعب دخيل وغير اصلي في شمال افريقيا وان الليبيين (الامازيغ) هم الاصليين في شمال افريقيا وان الزنوج هم اصليين في جنوب الصحراء وقبل ان يتكلم المؤرخ البيزنطي Procope de Césarée بروكوبيوس القيسراني (560 م)و ما جاء في موسوعة Suidas سويداس البيزنطية(القرن العاشر ميلادي) ، وقبل كلام القديس أغسطين (430 م) وقبل الجغرافي المؤرخ سترابون عاش 64 أو 63 ق.م قبلهم جميعا المؤرخ هيرودوت 500 سنة قبل الميلاد) اكد في كتابه تاريخ هيرودوت ان افريقا او كما تسمى في ذلك الوقت ليبيا يسكنها شعبين اصيلين هم الليبيون في الشمال من القارة والاثيوبيين في جنوبها وهناك شعبين وافدين غير اصليين في بعض المناطق هم الفينيقيين والاغريق
و ما يؤكد على أن القديس أغسطين في القرن 04م ( أكثر من 05 قرون بعد سقوط قرطاج) أنه تكلم على الفلاحين القرطاجيين من أحفاد بقايا الفينيقيين الذين سلم أجدادهم من الأبادة العرقية التي تعرض لها أغلب الفينيقيين بعد سقوط قرطاجة ، و لم يتكلم قط عن فلاحين نوميديين أمازيغ في عنابة على أنهم يعرفون أنفسهم بأنهم فينيقيين كنعانيين كما جاء في أكاذيب بعض المستشرقين الفرنسيين على لسان القوميين العروبيين وحتى في نص القديس أغسطينوس يقول شيناني وليس كنعاني بالإضافة إلى ذلك نحن لا نرى كيف يمكن للفلاحين الأميين في حقل من هيبون أن يتأهلوا تلقائيًا ككنعانيين وان هذا المصطلح لم يكن مستخدم في العصور البونية. لبروفسور بول فنتون وهو باحث متخصص في الدراسات السامية والاستشراقية العربية والعبرية تحت عنوان: The Origins of the Berbers according to Medieval Muslim and Jewish Authors ذكر أنها مجرد أساطير نقلها العرب عن اليهود، وطبعا التراث اليهودي له خارطة (table of nations) تميّز إفريقيا بكونها أرض حام فلا حق لكنعان في أرض اليهود. وبذلك يكون كنعان قد عاد لأرضه الأم.
شهادة هيرودوت عن سكان المغرب الكبير 500 سنة قبل الميلاد لم يكن تواجد الفينقيين والاغريق في شمال افريقيا سوى في بعض المناطق القليلة والباقي هم من السكان الاصليين الليبيين او الامازيغ
ويؤكد هيرودوت ان العلاقة بين الامازيغ مع الفينيقيين لم تكن سوى علاقة تجارية تمارس على سواحل البحر ولم يكن بامكان الفينيقيين النزول من مراكبهم لتبادل السلع وقذ ذكر هذا في الكتاب الرابع من تاريخ هيرودوت حيث وصف لنا ان بعض الامازيغ ناحية السواحل القريبة من اعمدة هرقل ( جبل طارق ) كانوا يتاجرون مع الفينقيين على سواحل البحر وفقط
وقد اثبت العلم الجيني ان الأمازيغ من السلالة الجينية E1b1b تغلب فيهم السلالةE-M81 وعمر هذه السلالة الغالبة بين الامازيغ هو 14 الف سنة من الوقت الحاضر اي حوالي 12 الف سنة قبل الميلاد حيث تم اكتشاف هذا التحور الغالب بين الامازيغ في رفات بشر في كهف عمرو نموسى بالمغرب الاقصى
عمرهم حوالي 8 الاف سنة من الان حسب التحاليل البيولوجية أي حوالي 6 الاف سنة قبل الميلاد و تحمل جينات امازيغية من التحور E-M81 وهذا ينسف كليا كل كلام عن اصول فينيقية او اروبية او عربية للامازيغ خاصة حاملي التحور EM81 اكتشفت سنة 2010 جينات امازيغية من النوع EM81 لرفات في كهف (عمرو نموسى) IAM بمنطقة (اسفو) اقليم الناظور شمال شرق المغرب الاقصى
حيث تبين ان عمرها حوالي 14 الف سنة تاتي هذه النتائج بعد دراسة قام بها فريق ( Fregel et al 2018)
اكتشاف جينات امازيغية في المغرب الكبير من النوع EM81 عمرها 8 الاف سنة ينهي خرافات القوميين العرب :
حوالي 8500 سنة قبل الحاضر، ليكون بذالك أول دليل بيولوجي_أركيولوجي دامغ على أصالة و قدم تواجد الامازيغ بالمغرب بشكل رسمي ومعلن و موثق جينيا وعلميا.
الادلة الجينية و الاكتشافات الجينية لاصول الامازيغ اسقطت كل الخرافات حول اصولهم الكنعانية او الفينيقية علم الجينات اثبت ان الامازيغ هم على السلالة الجينية E بينما الفينيقيين او الكنعانيين هم على السلالة J
اكتشاف التحورات الجينية للفينيقيين :
شهد العام 2017 خروج اول تحاليل جينية (Haber et al 2017) شاملة لعدد من الرفات الكنعانية من مدينة صيدون الفينيقية مؤرخة بحوالي 1650سنة ق.م وهو ما يتناسب مع نهايات عصر الدولة الوسطانية في مصر وقتها و ظهور أوائل الفنيقيين . فخلال مصدر الدراسة وحسب تحاليل الY-DNA الأبوية فقد حدد الهابلوغروبين J2b و J1a2b في العينات ماقبل_الفنيقية من مدينة صيدون الكنعانية وهي موجودة بنسب ضعيفة لدي اللبنانيين الحاليين. لا تتجاوز في أحسن الأحوال نسبة 10% بين الطوائف اللبنانية المعاصرة
الدراسات الجينية فصلت في اصل الفينيقيين ان الامازيغ ليسوا كنعانيين
و بعد تحليل 1330 عينة عبر مختلف المواطن القديمة للفينيقيين في المشرق و جنوب أوربا و شمال أفريقية و جزر المتوسط تبين أن البصمة الوراثة للفينيقيين موجودة فقط في قرطاجة بتونس بالنسبة لشمال أفريقية بل و تبين أيضا انها غائبة عند من أحتك بهم في تونس و هذا دليل أن الفينيقيين كباقي الأجانب لم يختلطوا بالأمازيغ
St AUGUSTIN, Epistolae ad Romanos inchoata expositio, 13, Pair. Lat. t. XXX1V-XXXV, p. 20096. PROCOPE, La Guerre contre les Vandales, II, X, 13-29, trad. D. Roques, 1990, p. 146-147.
IBN KHALDOUN, Histoire des Berbères, trad. de Slane, 1, p. 184. • Chenani 2 Encyclopédie berbère, 12
GSELL S., Histoire ancienne de l’Afrique du nord, 1, p. 341.
BERTHIER A., CHARLIER R., Le sanctuaire punique d’El Hofra à Constantine, Paris, A.M.G, 1955, p. 83-84.
CAMPS G., Les Berbères, mémoire et identité. Paris, Errance, 1987, p. 19-21.
CAMPS G, « Punica lingua et épigraphie libyque dans la Numidie d’Hippone » B.C.T.H.S. Afrique du Nord, Nlle série, 22, 1987-1989, p. 291-295.
يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط من Google لتقديم خدماته وتحليل عدد الزيارات. لهذا السبب، تتم مشاركة عنوان IP ووكيل المستخدم التابعَين لك مع Google، بالإضافة إلى مقاييس الأداء والأمان، لضمان جودة الخدمة وإنشاء إحصاءات الاستخدام واكتشاف إساءة الاستخدام ومعالجتها.OkPrivacy policy