الفينيقيون تاريخ من الوهم… الخديعة الكبرى !

Viewing 0 reply threads
  • الكاتب
    المشاركات
    • #13093 الردّ
      tima goumaz
      مشارك

      وسعوا بالكم، تبعوني مليح وركزوا على كل مفرد وكل فقرة…

      عالمة آثار بريطانية…
      مختصة في التاريخ الروماني، اليوناني والفينيقي…
      وأستاذة بجامعة Oxford.
      الأستاذة Josephine Crawley Quinn نشرت سنة 2018 كتابا اختارت له عنوان مثير جدا “In Search of the Phoenicians” بحثا عن الفينيقيين”…

      الباحثة تساءلت كما يتساءل العديد من التونسيين اليوم. شكون الفينيقيين ووينهم؟ وهل أن قرطاج فينيقية ؟

      الباحثة قبل ما تنشر كتابها قامت ببحوث كبيرة وزارت أهم المناطق الأثرية وكانت رئيسة بعثة البحث في موقع أوتيك ببنزرت التونسية.

      بعد أبحاث ميدانية عميقة ومقارنات خذات من وقتها الكثير وتحقيقات موسعة، صدحت عالمة الآثار بما تعتبره من جهة حقيقة وبما تعتبره من جهة أخرى وهم وأساطير…

      عالمة الآثار تقول اللي الفينيقيين ليسوا سوى شتات… يا نعم مجرد شتات…

      تقول اللي الفينيقيين ليسوا أمّة ولم يحدث في التاريخ ما يثبت أن هناك تجمّعا أو رابطة ثقافية أو اثنية اسمها الفينيقيين…

      وقالت أن الإغريق والرومان وقت تحدثوا عن الفينيقيين عمرهم ما قالوا عليهم اللي هوما عرق أو جماعة اثنية بل مجرد تمايز ثقافي لا غير…

      قالت، قبل قرطاج ما فماش حتى دليل يقول على وجود حضارة فينيقية وأن هناك مجموعة بشرية صغيرة هاجرت نحو عدة أماكن في المتوسط… لم يثبت أن لها قوة عسكرية… أو طموحات عسكرية… مجرّد تجار للوح الأرز الثمين…

      تقول اللي قرطاج هي المركز واللاعب الرئيس في ظهورها كإمبراطورية وكقوة إقليمية. بمعنى أن الفينيقيين ليسوا هم من أثّروا في قرطاج بل قرطاج هي من أثرت فيهم وفي المتوسط.

      الأخطر، تقول الباحثة أن إظهار الفينيقية كعنصر جديد بدأ تحديدا بعد دمار قرطاج وأن الرومان هوما اللي نفخوا في حكاية الفينيقيين مقابل الحط من قرطاج كنوع من إعدام لحضارة ولقوة الإمبراطورية القرطاجية.

      باحثتنا العظيمة تمشي بينا لبعيد وتقول أن الآلاف من “اللقيات” التي وقع العثور عليها أثناء الحفريات تحوي نصوصا فينيقية لكن أيّ منها لا يحوي أثرا لوجود فينيقيين.

      وقالت الباحثة اللي قرطاج كانت مستقلة تماما على من يمكن تسميتهم بتحفظ بالفينيقيين وأن ازدهار قرطاج، توسعها وقوتها كانت كلها تعود لعوامل محلية وأن لا علاقة بالفينيقيين بذلك.

      عالمة الآثار تقول كذلك أنه يجب وقف استخدام الفنيقيين كنموذج ساهم في تأسيس أمم وقوميات… هذه مغالطة كبيرة للتاريخ وحط من أمم أخرى… وتقول اللي الفينيقية وكل ما كتب عنها كان مجرد خرافة لا غير… وأن الفينيقية صناعة حديثة لا أسس تاريخية لها.

      وقالت بأنه مثل ما يبحث اليوم التونسيين عن أصولهم القرطاجية مثل ما يبحث اللبنانيين عن ايجاد مفهوم جديد وهمي في الأصول الفينيقية وذكرت أن الزعيم اللبناني كمال جنبلاط حاول بناء لبنان جديد على فكرة القومية الفينيقية وقالت باللي ابنه وليد جنبلاط يرى أن فكرة الفينيقية أو الأمة الفينيقية فكرة تافهة وانعزالية…

      تقول عالمة الآثار كذلك أن قرطاج كانت أغنى مدن العالم. الكلام هذا ذكره المؤرخ الاغريقي Polybe واللي كان شاهد على تدمير قرطاج من طرف روما.

      بشاعة تدمير قرطاج من طرف الرومان كان بسبب قوة قرطاج العظيمة وهذا علاش الرومان قاموا بتزوير التاريخ وحاولوا محو أي آثار أو أثر لقرطاج مقابل الحديث عن الفينيقيين وإظهارهم كقوة مشرقية والغاية من ذلك طمس قرطاج لعدم قيامها من جديد… لقد مثلت لهم كابوسا ورعبا منذ حاصرهم حنبعل لمدة 15 سنة وقولتهم الشهيرة “حنبعل على أبوابنا”…

      عالمة الآثار تقول باللي الفينيقيين عمرهم ما كانوا وحدة بشرية بل وحدات سكانية منقسمة، منفصلة ومتناثرة لهم ثقافات مختلفة وكثيرا ما كانت الوحدات هذه تتنازع في ما بينها ولم يثبت إطلاقا أن الفينيقيين كانوا يمثلوا على الأقل وحدة سياسية.

      تقول عالمة الآثار اللي الآثار المكتوبة التي تركها ما يطلق عليهم احترازا بالفينيقيين ليس فيها أي إشارة إلى اسم أو صفة “فينيقي”. بل كانوا يصفون أنفسهم وفق الانتماء إلى مدينة أو عائلة وبالتالي فالانتماء كان مرتبطا بالعائلة أو بالمدينة لا بالفينيقية، لهذا لم تظهر عبر التاريخ مثلا الامبراطورية الفينيقية أو الدولة الفينيقية الأم كيف ما ظهرت أمم أخرى… وتستدل الكاتبة على النزعة الانفصالية اللي تعيشها لبنان اليوم وهذا يزيد من دعم عدم وجود إثنية أو قومية جامعة وموحدة اسمها “الفينيقية”…

      والآن نأتي إلى أخطر ما دوّنته عالمة الآثار وهو توصّلها إلى معرفة أن اسم “الفينيقيون” هو اختراع اغريقي بحت… ثم وقع اجترار ذلك الوصف في كتابات Hérodote وقام بتدويله ونشره الرومان… نوع من البروباغاندا الرومانية لطمس قوة قرطاج… روما اللي شبهتها بالهمجية وقرطاج بالحضارة…

      وتقول أن التوانسة اليوم جادين في البحث عن هويتهم الأصلية في قرطاج والهدف من ذلك ليس فقط الاعتزاز بتاريخهم بل كذلك البحث عن التميّز عن الشعوب الأخرى…

      ونبهت الكاتبة في الأخير أن العصبية القومية اللي شفناها عند الإغريق أو الرومان هي اللي حرفت التاريخ وخلقت قومية اسمها الفينيقية وأنه بصفة عامة الدولة القومية هي أكبر مشوّه للتاريخ.

      كما ترى الباحثة أن الوضع السائد اليوم في لبنان أو ما يعرف باللبننة مرده نزعة استعمارية فرنسية ساهمت في خلق فكرة الأصل الفينيقي لفصل لبنان عن منطقته وتصويره على أساس أنه ذو أصول استثنائية غير مرتبطة بشعوب المشرق وأنهم الأرقى مقابل بقية شعوب المنطقة “المشرقيين” المتخلفين وأعداء الحضارة…

      اليوم، عالمة الآثار الانجليزية تدحض تماما القومية الفينيقية وتدحض ارتباط قرطاج بالفينيقيين في تطورها وقوتها وتقر بأن قرطاج ساهم في تطورها وقوتها وتوسعها عناصر محلية…

      تقول عالمة الآثار أن ما قامت بتدوينه في كتابها البحثي ما هواش حاجة جديدة بل سبقها في ذلك العديد من علماء الآثار وكبار الباحثين وعلى رأسهم Giuseppe Garbati و Helena Pastor…

      اليوم، يلزمنا نقلب كتب التاريخ والمناهج المدرسية اللي زرعنا فيها تاريخ غير تاريخنا وغرسنا فيها حضارة غير حضارتنا.

      اليوم، يلزمنا نعيد الاعتبار لتاريخ أجدادنا… الحياة لتاريخ قرطاج… ونؤسس لحقبة جديدة مفصلية وعهد جديد يبنى على الهوية القرطاجية كهوية تاريخية جامعة للتوانسة… ساهم في ثراءها ثقافات أخرى…

      كتاب Josephine Crawley Quinn يجب قراءته من طرف كل تونسي وما على المؤرخين والباحثين وعلماء الآثار التوانسة المساعدة على تصحيح التاريخ ومناهج التاريخ والقيام بحفريات في قرطاج وسلقطة ولمطة وفي بعض المناطق الداخلية… والظاهر أن ما بناه الرومان كان على أنقاض ما بناه القرطاجيّون…

      كيف ما شفتو عليسة أسطورة وحكاية جلد الثور مسخرة في حق قرطاج وعظمتها… والفينيقية بذاتها طلعت وهم في وهم…

      هذه المقالة بالدارجة التونسية ليست سوى إشارة إلى أشياء في غير موضعها وما على المختصين إلا البحث والتمحيص.

      تعيش قرطاج العظيمة… تعيش تونس…

      ▪️سامي الجلّولي
      سويسرا، في 5 نوفمبر 2022

Viewing 0 reply threads
رداً على: الفينيقيون تاريخ من الوهم… الخديعة الكبرى !
معلوماتك:




زر الذهاب إلى الأعلى
error: النسخ ممنوع !!