النسخة الفرنسية المترجمة لكتاب” بحثاً عن الفينيقيين À la recherche des Phéniciens” للمؤرخة وعالمة آثار ” جوزفين كرولي كوين Josephine Crawley Quinn” الصادر عن منشورات جامعة برينستون ـ 2017 في 534 صفحة ، صاحبة المؤلف الضخم هي أستاذة مساعدة متخصصة في التاريخ في «جامعة أكسفورد» وعالمة الآثار ونائبة رئيس بعثة التنقيب الآثارية في موقع أوتيكا بالقرب من مدينة بنزرت التونسية .
الكتاب يعد من أهم المؤلفات الحديثة التي درست تاريخ الفينيقيين مؤخرا بدراسة أكاديمية علمية نلقشت فيه جوانب تاريخية وسياسية عديدة حول مسألة وتاريخ الفينيقيين في فينيقيا وحتى في مستعمراتهم حول حوض الابيض المتوسط وقد خلصت أبحاثها الى أحكام ونتائج لم يسبقها اليها أحد في المجال.
تقول جوزفين كرولي كوين: ” من هم الفينيقيون؟ شعب من العصور القديمة استعار منه اليونانيون الأبجدية؟ التجار والملاحون الاستثنائيون الذين غادروا بلاد الشام (صور، صيدا، لبنان الحالي) لتأسيس قرطاج، التي ستتنافس إمبراطوريتها مع المدن اليونانية في صقلية أو سردينيا، حتى تدميرها على يد روما؟ شعب يمارس دينًا قاسيًا مع إله يطالب بالتضحية بالأطفال، مصدر إلهام سلامبو لفلوبير؟ لماذا، مقارنة باليونانيين والرومان، هم في النهاية غير مهمين تقريبًا في تاريخنا ورواياتنا عن العصور القديمة؟
وكما هو الحال في تحقيق الشرطة، يتتبع المؤلف كل ما نعرفه عنهم والذي يتعلق بـ “الهوية” الفينيقية، إلى شعب أصلي. وهو يستكشف على التوالي اللغة والدين والمستعمرات والتأثير الإقليمي لقرطاج. وهو يعتمد على النقوش وعلم العملات والهندسة المعمارية وأحدث الاكتشافات الأثرية. وفي كل مرة نعتقد أننا ندرك هذه الهوية، تفلت… لم نعد متأكدين على الإطلاق ما إذا كانت قرطاج مستعمرة لصور أو صيدا…
هل كان الفينيقيون شعباً حقيقياً؟ هل تم الاعتراف بهم على هذا النحو من قبل معاصريهم؟ والأمر المؤكد هو أنهم كانوا موضوعًا للعديد من عمليات الاستغلال (والأوهام!): من قبل اليونانيين، والرومان، وبعد بضعة قرون، من قبل الأيرلنديين، ثم الإنجليز، وأخيرًا الفرنسيين!”