عيد 12 يناير من وضع قيصر الروم سنة 46 ق.م



اطلعت مؤخرا على مقال للسيد محمد أوقاسي على الماسنجر، ولم أكن لأردّ عليه، لكون المقال عبارة عن مواقف شخصية غير موثقة، ويتحدّث عن الأشياء دون علم له بها، ويبدي فيها تعصّبا واضحا، وهو يتكلّم بثقة العالم العارف، لدرجة يتّهم فيها الشعب الجزائري بالغباء والجهل، والكثير من المتابعين لصفحته يهلّلون له ويشكرونه على سعة معلوماته، التي يجب استغلالها لتوعية الشباب المهدّد بالرّدة، هكذا!!


عندما شرعت في قراءة المقال، بعد قراءة الكثير من تلك التعاليق، وجدت أنّ صاحبه لا يميّز “قاعو من باعو” كما يقول الشباب، يتكلّم عن التقويم اليولياني دون أن يعرف محتواه، ويقول أنّه وضع بداية السنة الرومانية في 12 يناير وأحيانا 13وبل 14 و15، ويتكلّم عن يوليوس قيصر -صاحب التقويم- ويعتبره “قيصر الروم”، وبين قيصر (101-44 ق.م.) وقيّام دولة الروم (395-1453 ق.م.) أزيد من أربعة قرون.


يتحدّث عن بداية كبس السنة بداية من القرن الماضي وأنّ قريقور (قريتوريوس) -طبعا يقصد البابا قريقوار الثالث عشر-، هو من جعل في القرن السادس عشر، السنة من 365 يوما وهو من وضع السنة الميلادية، التي تبدأ من الأوّل يناير عوض 12-14 يناير، التي وضعها قيصر في نظره.


هذا الخلط والأخطاء الكثيرة، التي تدل على تدخّله في موضوع، لا أقول، لا يتحكّم فيه، وإنّما يجهله تماما، حتّى أنّه نسب للرئيس عبد المجيد تبون، المساهمة في تخلفنا بجعله هذا اليوم، عطلة مدفوعة الأجر، ولم يكن الرئيس “تبون” من أقرّ ذلك، وإنّما هو الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة سنة 2018، هذا في حادثة عاشها البارحة، فما بالك أن تكون له مصداقية في أحداث بعضها وقعت منذ أزيد من اثنين وعشرين (22) قرنا.


هذا الخلط والجهل بما يفتي فيه، وهو ينتشي بمن يهلّل له ولأخطائه والمجازر،ـ التي ترتكب في حق تاريخنا، وتنتشر في صفوف أبنائنا وتثير الحقد والضغينة بين أبناء البلد الواحد، وهي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، وهي كلّها مواقف مغرضة لا أساس لها من الصحة ولم أجد فيما كتب غير استعراض عضلات من الكارتون، تنهار بمجرد رشّها ببعض الحقائق، وأوّل ملاحظة أبدأ بها هو عيد يناير في 12-14 يناير، الذي وضعه قيصر وانتشر في كامل الإمبراطورية باعتباره مربط الفرس، في كامل المقال، إذ هدفه أن يبيّن لنا أنّ هذا العيد، من وضع يوليوس قيصر، وأنّنا احتفظنا به بسبب تخلّفنا الحضاري عن باقي العالم إذ يقول: «أنّ قيصر بعد انتصاره على غريمه بومبيوس قام بجملة إصلاحات اجتماعية وحكومية، وفي سنة 46 ق.م. حدّد رأس السنة الفلاحية والتقويم اليولياني بين 12-14 يناير، الذي انتشر استعماله في كامل الإمبراطورية في أوروبا، شمال إفريقيا وفي بلدان آسيا».


1- قيصر يقوم بإصلاحات اجتماعية وحكومية وفي سنة 46 ق.م.، حدّد رأس السنة الفلاحية، والتقويم اليولياني بين 12-14 يناير: نعرف أنّ قيصر بعد انتصاره في فارسالوس أوت 48 ق.م.، كان عليه أن يخوض حرب الإسكندرية، التي انتهت بمعركة زيلا (أغسطس 47) والعودة بعدها إلى روما، حيث عالج بعض الاضطرابات التي قامت ضدّه، ثم الانتقال إلى إفريقيا شتاء 47-46 ليخوض حربا أخرى ضد أنصار بومبيوس ويوبا الأوّل (معركة تابسوس أفريل46) قبل أن ينتقل إلى إسبانيا لنفس الغرض (معركة بوندا مارس 45)، أين له الوقت الكافي ليقوم بإصلاحات اجتماعية وحكومية، وقد اغتيل في الخامس عشر مارس44 ؟ وكيف يحدّد تاريخ 12 -14 يناير كرأس السنة، فأي هذه التواريخ (الأيّام) هو رأس السنة؟ أم أنّ قيصر عجز عن تحديد ذلك، لا يا سيد، قيصر لا علاقة له بالأمر!


2- ما قام به يوليوس قيصر هو أنّه أقرّ نقل بداية السنة الرومانية من شهر مارس إلى شهر يناير، الذي اعتمد منذ سنة 153 ق.م. كبداية السنة، وكان الفرق سنة 46 ق.م.، بين السنة الشمسية والسنة المدنية حوالي ثلاثة أشهر، وبمشورة عالم الرياضيات البطلمي سوسيجان (Sosigene)، خصّ قيصر سنة 46 ق.م. بــــ 445 يوما لحذف هذا الفارق، وأقام سنة من 365.25 يوما بداية من الأول يناير 45 ق.م. وللوصول إلى ذلك قام بكبس سنة كل ثلاث سنوات في البداية خطأ، الخطأ، الذي صحّحه أغسطس سنة 8 ق.م.، وأصبح مرّة كل أربع سنوات بإضافة يوم إلى شهر فبراير، ليصبح من ثلاثين يوما مرة كل أربع سنوات في البداية، قبل أن يصبح تسع وعشرين (29) يوما كل أربع سنوات، بعد أن أخذ منه يوما واحدا، أضيف للشهر السادس، الذي سمي منذ ذاك شهر أغسطس، حتى يعادل الشهر الخامس، الذي سمي منذ 44 ق.م. بشهر يوليو بواحد وثلاثين يوما.


3- كان هذا التقويم، الذي أقامه قيصر (365.25 يوما)، يتجاوز قليلا المدة الحقيقية للسنة المدارية، التي تعادل 365.24.22 يوما، وهذا الفرق، الذي يبدو بسيطا، يتراكم مع مرور السنين، بحيث يكوّن زيادة ثلاثة (3) أيام كل أربعمائة (400) سنة، أي سبعة أيام ونصف (7.5) يوم كل ألف (100) سنة.


4- هذا النقص في “التقويم اليولياني”، هو الذي دفع البابا قريقوار الثالث عشر (1582- 1585م) إلى إحداث تقويم أخذ اسمه، وهو تقويم، يختلف قليلا عن التقويم اليولياني، المتكوّن من (365.25 يوما)، إذ هو بذلك أطول قليلا- كما أشرنا- من السنة المدارية الحقيقية، مما دفع البابا قريقوار الثالث عشر سنة (1582) إلى العمل على إعادة الفصول إلى نفس الوضعية، التي كانت عليها عند انعقاد مجمع نيقيا سنة 325م، والذي حدّد المواسم والأعياد الدينية المسيحية وخلال 1257 سنة (1582-325=1757) بلغ الاختلال عشر (10) أيام، فقام البابا باقتطاع تلك الأيام لإعادة التطابق بين السنة المدارية والفصول، فانتقل من يوم الخميس 04 أكتوبر إلى يوم الجمعة 15 أكتوبر، وحتى يتجنّب اختلالا مماثلا في المستقبل، قرّر إلغاء ثلاث سنوات كبيسة من أربع من مطلع القرون، ولا يحتفظ إلّا بتلك القابلة للقسمة على 400، وهي عام 1600، 2000، 2400…وبذلك، تصبح السنة المدارية في التقويم القريقوري، تساوي في المعدّل 365.24.25 يوما ولا تتجاوز السنة المدارية الحقيقية إلّا بثلاثة أيّام كل عشرة آلاف سنة ((3/10000) مما يشكّل دقّة بالنسبة للاحتياجات الحالية، هل تلاحظ الآن ياسي محمد أوقاسي ما هو التقويم اليولياني وما هو الإصلاح القريقوري؟ وأنّ الفرق الآن بين النوعين هو ثلاثة عشر يوما بزيادة ثلاثة أيام منذ 1582 إلى اليوم، ولا يوجد حتى الآن 14 أو 15 حيث يجب أن ننتظر أزيد من 340 سنة لنصل إلى 15 يوما. فمتى كانت السنة الرومانية تبدأ في الثاني عشر أو الثالث عشر أو غيرها يا متحضّر، الذي يصفنا بالغباء والتخلّف؟


5- تقول: “قرريقور” (قريقوريوس) عدّل هذا التقويم في القرن السادس عشر إلى 365 يوما وعرف فيما بعد بالسنة الميلادية، وحوّل رأس السنة من 12 إلى أوّل يناير ألا ترى أنّك تخبط خبط عشواء، وتدّعي المعرفة وتتهم أبناء بلادك بالغباء والتخلّف.


تقول أنّ التقويم القريقوري عُرِف فيما بعد بالتقويم الميلادي وأنّه نقل بداية السنة من 12 إلى الأول من يناير، ألا ترى أيّها العالم أنّك لا تعلم أنّ التقويم الميلادي يعمل به منذ القرن السادس الميلادي أي بعشرة قرون قبل البابا قريقوار الثالث عشر (وليس قريقور أو قريقوريوس كما تقول) وأنّ لا علاقة للبابا قريقوار باليوم الثاني عشر ولا قيصر!!


5-1- التاريخ الميلادي بدأ العمل به في القرن السادس من طرف ديونيسيوس إيكسيكوس (Dionysius Exiguus)، وهو راهب من سكيثيا، عاش في روما، أخذ كسنة 1 ميلادي، ميلاد المسيح، التي كانت بالنسبة له سنة 753 من تأسيس روما، والواقع أنّ المسيح ولد ببضع سنوات قبل ذلك (749 ق.م.) وهو ما يعني 4م، وفي الخامس والعشرين من ديسمبر، إذ يجب التذكير بحساب التواريخ أنّ سنة 1 ميلادي، مسبوقة بسنة 1ق.م (بمعنى لا توجد سنة صفر) مثلا الفاصل بين 5ق.م، و5 ب.م هو تسع سنوات وليس عشر سنوات.


إذن بدأ التاريخ الميلادي في القرن السادس وليس بعد القرن السادس عشر، ولم يكن من فعل قريقوار الثالث عشر، مثلما لم يكن هو من جعل بداية السنة في الأول من يناير، كما لم يكن من جعل السنة المدارية من 365 يوما، وكنت تقول أي شيء دون احترام القرّاء، الذين كانوا يصفون معلوماتك بالغزارة؟!


6- يقول سي محمد أوقاسي: « وفي نفس السنة 46 ق.م. هجم جيش يوليوس قيصر على نوميديا شرق الجزائر المتبقات من كامل نوميديا الموحدة وخرّبها واستعبد رجالها وسبي نساءها ودمّر عاصمتها هيبون عنابة في ذلك الوقت…واستولى يوليوس قيصر على أراضي نوميديا ووزعها على فقراء روما والجنود المتقاعدين، فجلبوا معهم الاحتفال بـــ 14 يناير كرأس السنة الفلاحية وبداية السنة الشمسية البربر السكان المحليون تبنّوا هذا التقويم وحافظوا عليه بنفس العادات الرومانية…وفي سنة 25 ق.م.، لما نصبت روما يوبا الثاني على موريتانيا غرب الجزائر وعاصمتها شرشال الذي قدم من روما مع مجموعة من الرومان جاؤوا بالتقويم اليولياني والرأس السنة في 13 يناير، فتلقفها البربر المحليون».


6-1- تتحدّث عن استيلاء الرومان على وسط الجزائر وحوّلوها إلى إحدى مستعمرات الإمبراطورية الرومانية واستوطنوها وأسّسوا مدينة سطيف والجميلة وتيقزيرت، تلقّى البربر في تلك الأماكن عادات الرومان ومنها 12 يناير كرأس السنةن نلاحظ أوّلا تذبذبك في التاريخ 12، 13، 14 وحتى 15 وهي تواريخ لم يضعها قيصر، ولم يسبق أن احتفل بها الشعب الروماني إطلاقا، ولم يتم اكتشاف هذا الخلل في التقويم اليولياني إلّا بعد مماته بقرون، وأنت تحاول أن توضّح لنا كيفية وصول هذا الاحتفال عن طريق الرومان وتخبط خبطات عشوائية لا أساس لها من الصحة.


6-2- في الفقرات الثلاث محاولة لتأكيد شيء واحد وهو أنّ يناير من وضع يوليوس قيصر وأنّه جاء مع الرومان الذين قدموا إلى إفريقيا سواء كمعمرين أو جنود، وقد رأينا سابقا أنّ لا دخل لقيصر في الأمر وأنّ الخطأ تمّ تصحيحه بعد قيصر بحوالي ستة عشر قرنا أو أزيد.
6-3- هجوم جيش قيصر على نوميديا شرق الجزائر…، تقول أنّه دمّر عاصمة يوبا الأول هيبون (عنّابة)، ولم تكن عنابة عاصمة ليوبا في يوم من الأيام، بل عاصمته، كانت في زاما، ولم يقم بتدميرها، ولم يمس سكانها بأذى.
6-4- تقول أنّه خرّب نوميديا واستعبد رجالها وسبي نساءها أوَ تعتقد أنّك في دمشق أو بغداد حيث الحريم والجواري، لسبي النساء، أنت لا تعرف القوانين الرومانية في هذا المجال، وربّما أيضا لا تعرف جمال الإيطاليات اللواتي يضرب بهن المثل في الجمال والرشاقة…ولا أقول لك أكثر.


6-5- تقول أنّه استولى على أراضي ووزّعها على فقراء روما والجنود المتقاعدين، قيصر لم يقم بغير تحويل جزء من نوميديا إلى مقاطعة رومانية باسم “إفريقية الجديدة” تمييزا لها عن مقاطعة إفريقية القديمة (أراضي قرطاجة المحتلة سنة 146 ق.م.)، وسلّم الشمال القسنطيني للمرتزق سيتيوس وغرب نوميديا من وادي الصومام إلى الوادي الكبير لبوخوس الثاني، وفرض ضرائب عينية أو نقدية على المدن، التي وقفت ضدّه، أمّا التسليم للفقراء والجنود فله قوانينه عند الرومان، وأنت لست مطّلعا عليها، وقيصر لم يقم بشيء من هذا!!
7- أطلق يوبا الثاني، على مدينة “يول” (شرشال) اسم قيصرية، امتنانا بقيصر أغسطس وليّ نعمته، وليس قيصر الروم، ويوبا الثاني، لم يتم اختطافه كما تقول، بل أخذ كأسير حرب، ولا شك أنّه لم ينسى أنّ قيصر، هو من قضى على مملكة نوميديا، وأنّه تسبّب في مقتل أبيه، ولا أدري إن كنت تعرف أنّ يوبا الثاني هذا قد أقام تمثالا ضخما لوالده في عاصمته، التي تحمل اسم قيصرية، ويوبا الأول هو العدو اللّذوذ لوالد صاحب الفضل عليه بالتبنّي، لكن لا شكّ أنّك لا تعرف هذه الأشياء، لأنّ ما أنطقك ليس العلم بقدر ما أنطقك التعصّب الأعمى.
8- نكتب أوّلا موريطانيا، وليس موريتانيا لأنّ الأخيرة المقصود بها هي ” بلاد شنقيط”، وموريطانيا، التي حكمها يوبا الثاني هي موريطانيا التي تمتد من وادي الصومام على الأقل إلى المحيط الأطلسي، ولم تكن الغرب الجزائري فقط، كما تقول؟!


9- سطيف (سطيفيس) وجميلة (كويكول) وليس الجميلة (لامادراق سابقا)، وهل تقع سطيف وجميلة في وسط أم في الشرق الجزائري، هل تعرف معنى مستعمرة عند الرومان؟ لو تعرف معنى المستعمرة عند الرومان، لما قلت حوّلوا وسط الجزائر إلى إحدى مستعمرات الإمبراطورية…، لأنه لا يمكن أن يحول كامل وسط الجزائر إلى مستعمرة واحدة، ولا بلغاريا، كانت مستعمرة كما تقول، لكن أعرف أنّك لا تعرف معنى المستعمرة عند الرومان وأنت تقوم بإسقاط كلمة “الاستعمار” حاليا على العصور ، وتتطاول حتى على بلغاريا، التي لا تعرف موقعها، ولا اسمها في الإمبراطورية الرومانية.
10- روما لم تكن إمبراطورية في عهد يوليوس قيصر، ولم يظهر العصر الإمبراطوري إلّا في سنة 27 ق.م. مع أكتافيوس أغسطس،كأوّل إمبراطور، احترم القرّاء الذين يهلّلون لك ويثنون على سعة معلوماتك.


11- تتهمنا بالغباء والجهل: «بكل غباء وجهل يحتفل الشعب الجزائري برأس السنة الشمسية مرتين…نحتفل بها كما تركها يوليوس قيصر بالطرق البالية والمأكولات البدائية البسيطة باسم التراث والعادات الموروثة ثم نحتفل برأس السنة المعدلة من قريقور (قريقوريوس) مع الدول المتحضّرة والوسائل العصرية…»
« العالم كلّه تخلّى عن 12 يناير واعتمد التقويم الميلادي القريقوري إلّا الأمازيغ ولأنّهم متخلّفون حضاريا، حافظوا على رأس السنة الفلاحية كما تعلّموها من عهد يوليوس قيصر وحتى الرئيس تبون زاد عماها وساهم في هذا التخلّف…»


11-1- بيّنا لك سابقا أنّك ما تتوهّمه احتفالا للشعب الروماني وبداية رأس السنة الرومانية، لم يسبق للرومان الاحتفال به، وهذا وهْمٌ منك، أمّا المأكولات البدائية، إذا كانت الشخشوخة، والبربوشة بدائية فنحن لا نستغني عنها، ونحن متخلّفون حضاريا، نبقى في تخلّفنا ونترك لك البيزا والملفاي والجامبو، وأنت متقدّم حضاريا وفكريا، كما نحتفظ “بقعدة العائلة”، ونترك لك الاحتفال بالألعاب النارية والوسائل العصرية.


11-2- السنة الفلاحية بمواسمها وفصولها، عرفناها قبل أن يضيف الرومان أصلا شهر يناير كشهر الحادي عشر في تقويمهم، وكانت سنتهم من عشرة أشهر، تبدأ من الأوّل مارس وهي كالتالي: مارس، أبريليس، مايو، يونو، كوانتيليس (الخامس =يوليو بداية من سنة 44 ق.م.)، سكستيليس (السادس = أغسطس بداية من سنة 8 ق.م.)، سبتمبر (السابع)، أكتوبر (الثامن)، نوفمبر (التاسع)، ديسمبر- ديكمبر (العاشر).


وكان لنا تقسيم للسنة، تتماشى ومناخ المنطقة، وربما قبل تأسيس روما ذاتها واستخدمنا المناخات، أوسع من التقويم، قبل أن تعرفها أوروبا بقرون، للأسف “المغلوب -لا أقول مبهور فقط- بل يتباهى بالغالب، وهو حالنا، نقرأ تاريخنا بعيون أعدائنا.


12- هكذا يبدو لي أنّ الثناء على سعة معلوماتك التي يجب استغلالها -وفق قرّائك- لتوعية الشباب المهدّد بالردة، هي ذاتها “ردّة”، ومثل هذه المعلومات المهترئة، هي التي تضعف الحس الوطني عند الشباب، وتجعلهم يرمون بأنفسهم للحوت، تخلّصا من تناقضات هذا البلد المليء بالخبراء دون خبرة، سكوتهم من ذهب.
إذن أنت تبارك تخلّفنا، وأنا لن أبارك لك في جهلك، بل أدعو لك بالهداية، وأتمنّى لك صحوة، قد نستفيد والبلاد منها، وأوصيك رفقا بتاريخ بلادك، وهي بلادك وخيرا بأبناء بلادك.


أ. محمد الهادي حارش
عين البنيان- الجزائر- في 29-01-2023

Exit mobile version