ردا على الباديسيين و فرحات مهني حول إدعاءهم أن الامازيغية ليست لغة

أبهرني إعجاب بعض العربان (*) لفيديو متداول على صفحات التواصل الاجتماعي للباديسين الفاقدين للبوصلة جاء فيه تصريح لزعيم حركة الماك الانفصالية فرحات مهني يقول :” الأمازيغية ليست لغة
الفيديو اعتبروه دليل قاطع وشهادة من أهلها لإستعماله ضد خصومهم من التيار الأمازيغي فهللوا وكبروا له دون أي قراءة منطقية له!
فرحات مهني الذي لقب “بفرحاث إيمازيغن إمولا ” وليس فرحات إيقبايلين إيمولا ” طيلة ثلاثين سنة من النضال من أجل تمازيغت لغة وهوية وتاريخ، سجن بسببها وأكل “أغروم أصماض” (الخبز البارد) في سجن البرواقية كما سرده في أغانيه النضالية الخالدة، خلال كل هذه المسيرة النضالية لم يقل يوما أن الأمازيغية ليست لغة بل حارب الذين قالوا هذا الكلام بقوة، لأنه كان يتحدث من منطلق علمي لساني وينقل كلام اللسانيين الدارسين للغة البربرية/ الأمازيغية .


لكن بعدما فقد الأمل في جزائر جزائرية، جزائر المؤسسات المستقلة والحريات والديمقراطية والمواطنة ، جزائر لكل الجزائريين إثر النكسة التي تعرضت لها منطقته خلال المسيرة التاريخية 14 جوان 2001 في العاصمة ، أصبح فرحات مهني يتحدث بمنظور سياسي ميكيافيلي ” استقلال جمهورية القبايل يبرر الوسيلة والكيفية ” فسمعنا عنه تصريح يقول أنه: ليس جزائري بل قبائلي فقط ، وأنه ليس أمازيغي بل قبائلي فقط؟؟؟


لكن لا أحد من هؤلاء الباديسين حاول تشغيل عقله والتفكر في الأسباب التي جعلت مهني يصرح بمثل هذه التصريحات قبل الترويج لها، ظنن منهم ان مثل هذه التصريحات تخدم قضيتهم في محاربة البعد الامازيغي للجزائر، لم يفكر أحد منهم في الخلفيات التي جعلت مهني ينكر جزائريته التي استشهد لأجلها والده المجاهد الشهيد الذي دفنته نساء القرية لغياب الرجال المرابطين في الجبال التي انطلقت منها العمليات العسكرية ضد جنود ومراكز الاستعمار، حيث سقط العشرات من سكان قريته ومنطقته شهداء في كل ولايات الوطن، ومن أين له بالجرأة على هذا التصريح الرافض لجزائريته وولايته (الولاية الثالثة التاريخية) هي من صنعت الولاية الثالثة وأمدت الرابعة والخامسة والسادسة بالمال والرجال ؟

حينها كانوا سيعثرون على الجواب، و يفهمون أن السيد مهني يمارس السياسة وليس البحث العلمي ، السياسة التي سطر فيها هدفه المتمثل في “دولة مستقلة للقبايل” وهذه الدولة التي لن تقوم الا باعتراف دول الخارج ، تتطلب تحقق شروط سياسية معينة، أولها أن أي دولة لها شعب وهذا الشعب يجب أن تكون له خصوصيته القومية التي تميزه عن غيره ومن أهم هذه الخصوصيات اللغة الخاصة والمختلفة عن الجزائريين والشمال افريقيين .

لهذا على سكان ” جمهورية القبايل” أن يكونوا قبايل وعلى القومية القبائلية وليسوا جزائريين ولا أمازيغ ولا على القومية الجزائرية ولا الأمازيغية .
وهذا تفكير سياسي أيديولوجي محض لا علاقة له لا بالتاريخ ولا الأنثروبولوجيا ولا علم اللسانيات ، ولا ريب أن فرحات مهني الحامل لشهادة ماجستير في العلوم السياسية يدرك ذلك أو بعض منه .

أما الادلة التاريخية التي تسقط كلام فرحات مهني من الاطار الاكاديمي والتي لن يستطيع الرد عليها بسياسيته المؤدلجة ولا مناقشتها أكاديميا هي :

1- القبايل جزائريون أمازيغ شمال افريقيون تاريخيا :

سكان منطقة القبايل هم جزائريون أمازيغ شمال افريقيين وأفريقيون متوسطيون، هم صنهاجيون والبعض منهم كتاميون حسب التصنيف الذي وضعه مؤرخوا العرب المسلمين على رأسهم إبن خلدون الذي زار بجاية الحمادية .ومنطقتهم كانت تعرف في التاريخ القديم بقبائل الحلف الخماسي (Quinquegentiani) وهي عبارة عن كونفدرالية من القبائل الموحدة إداريا ، وهي القبائل التي خرج منها القائد الأمازيغي فيرموس ( Firmus ) الذي قدم له الدوناتيون الموحدين (Donatisme) البيعة وقاد ثورتهم ضد الرومان ، وكذلك شقيقه جيلدون (Gildon) الذي خلد احد شعراء روما المجاعة التي تسبب فيها هذا البطل لروما بعد ان قطع عليها القمح من شمال افريقيا .

لاحقا سيظهر إسم جديد لهذه المنطقة وهو القبايل (les kabyles) نجهل حتى الأن كيفية وسبب ظهوره ، لكن الافتراض القوي أنه تسمية أجنبية من الأتراك كونه ظهر في زمنهم ، لكنه لم يكن يطلق على سكان تيزي وزو وبجاية والبويرة فقط بل شمل كل سكان الجبال من سكيكدة الى غاية تلمسان وربما أكثر ، وهذا ما نجده في الكتب الفرنسية الاولى التي أرخت للمنطقة حيث جاء في كتاب ( QUELQUES MOTS SUR L’ALGÉRIE A PROPO DE L’ENQUETE ) من تأليف (LE COMTE CHARLES DE MONTEBELLO) سنة 1870 في الصفحة 9، ما يلي : ” … لذلك ، دعنا نقول بضع كلمات عن مسلمي الجزائر.
هؤلاء السكان ينقسمون أساسا الى شعبين مختلفين : شعب البربر أو القبائل والشعب العربي ، وخلافا لما كان شائعا ، الجزائر هي قبائلية أكثر مما هي عربية . فشعب البربر أصيل ومن التربة الأفريقية ؛ أما العربي فهو من أصل آسيوي ، دخيل .
البربر أكثر بكثير من العرب؛ قبائلهم واسعة الانتشار ، وهي: على طول الشريط الساحلي ، من تونس إلى المغرب ، تحت اسم Kabyles ؛ موجودون في جنوب محافظة قسنطينة ، باسم الشاوية. ، و حول جبال محافظات الجزائر ووهران ، تحت اسم جبيليا. – في واحات الصحراء ،تحت أسماء بني مزاب روجا وبرابر
.”

كما نجد في الخرائط القديمة مناطق خارج منطقة القبايل الحالية تحمل إسمل القبايل les kabyles هذا قبل أن تقوم فرنسا بحصر مصطلح القبايل في ولاية تيزي وزو، بجاية، البويرة، سطيف، بومرداس، البرج بعد توسع رقعة التعريب والاستعراب.

صورة من الأشيف الفرنسي توضح وجود مناطق بإسم “قبايل” خارج منطقة القبايل الحالية، مصدر الصورة من هنا

أما من الناحية الأنثروبلوجية فسكان منطقة القبايل (الحالية) لا يختلفون في عاداتهم وثقافتهم عن بقية الجزائريين والامازيغفونيين ، فهم يحتفلون بيناير، وانزار…، ويقصون على أبنائهم نفس القصص الميثولوجية القديمة التي يقصها أمازيغ الاوراس والونشريس وتوات … على أبنائهم مثل قصة ( تريل teryel ) التي هي الغولة … وهم من آكلة الكسكس الذي قال إبن خلدون عنه ” حيثما وجدت آكلة الكسكس فثم البربر” ، وحتى لباس القبائليات القديم هو نفسه عند بقية الأمازيغ قبل ظهور اللسباس الجديد المعروف الان عن القبايليات والذي لم يكن موجودا قبل ثمانينيات القرن الماضي .

2- الامازيغية لغة ولا فرق بين متغيراتها من حيث التركيب النحوي والصرفي :

وحدة اللغة الامازيغية أمر واقع علميا أكده الكثير من الباحثين وأهل الاختصاص منذ القرون الوسطى، أولهم هو الرحال الأندلسي الشهير ليون الافريقي الذي قال” إن هذه الشعوب الخمسة (ويقصد بها صنهاجة، مصمودة، وزناتة، هوارة و غمارة وهي بطون الشعب الامازيغي في شمال افريقيا ) المنقسمة إلى مئات السلالات وآلاف المساكن تستعمل لغة واحدة تطلق عليها إسم أوال أمازيغ ، أي الكلام النبيل ، بينما يسميها العرب البربرية. وهي اللغة الافريقية الأصلية الممتازة والمختلفة عن غيرها من اللغات ” (المرجع : وصف إفريقيا ،حسن الوزان ،ليون الافريقي، صفحة 39 )

الى غاية كلام العالم اللساني المستمزغ الكبير “أندري باسّي ” André Basset، الذي كتب بأن بنية اللغة الأمازيغية وعناصرها واستعمالاتها المورفولوجية هي واحدة في كل المتغيرات الامازيغية حيث قال «إن من يتقن جيدا لهجة واحدة، يستطيع في أسابيع قليلة إتقان أية لهجة أخرى أمازيغية كيفما كانت، كما تثبت ذلك التجربة. فلا يتعلق الأمر أبدا بلغة جديدة يتعلمها. وهو شيء فاجأني كثيرا وجعلني أعيد النظر في مشروع عملي المتعلق بالمقارنة بين اللهجات» (Articles de dialectologie berbère, Paris 1959, page 23 )

نفس الكلام يؤكده الخبير اللساني الدكتور كمال نايت زراد في كتابه Grammaire moderne du kabyle ويقول « اللغة الأمازيغية (كالقبايلية أو الشلحية) لغة واحدة ولا توجد صعوبات في التفاهم فيما بينها »

الدكتور سالم شاكر، وهو صاحب مشروع القاموس الإلكتروني الأمازيغي الشامل. . ومن أشهر الأسماء المهتمة بالامازيغية حاليا تلميذ وصديق العالم اللساني مولود معمري، يستبعد سالم شاكر اعتبار اللهجات الأمازيغية لغات مستقلة ويبرهن على ذلك باستدلالات علمية بحتة. ويقول في “الموسوعة الأمازيغية” (بالفرنسية): “على المستوى اللغوي البحت، فإن اعتبار الأمازيغية لغة واحدة يبقى اعتبارا صحيحا ومبرهنا عليه بقوة. ولا يوجد أبدا في الأمازيغية ما يسمح برسم حدود فاصلة بين اللهجات… لا توجد خاصية بنيوية قبايلية تنتمي إلى القبايلية فقط، وليست هناك ظاهرة شد شلحية غير معروفة في مناطق أمازيغية أخرى.” ويضيف شاكر في نفس السياق:

إذا كانت النظرة التعددية (لغات أمازيغية متعددة) لا تملك أساسا لسانيا علميا حاسما، فمن المؤكد أنها تعتمد على أساس آخر هو: اللسانيات الاجتماعية. وهنا يكون النقاش معقدا، وتصبح مختلف التقديرات متباعدة كليا. وهذا يعني أن هذه التقديرات ستكون شخصية أو أيديولوجية بشكل كبير. يجب أن نتجاهل معيار التفاهم المتبادل، وهو معيار كلاسيكي ولكنه غير كاف. نعرف منذ وقت طويل أن التفاهم المتبادل ليس معطى في حد ذاته، بل هو تشكيلة مزدوجة: التفاهم المتبادل ينبني على التبادل التواصلي وعلى الذاكرة الجماعية، إنه دائما نسبي ويصعب قياسه بشكل مطلق. إن تكاثف التواصل، مؤخرا، بين أمازيغوفونيين ذوي لهجات مختلفة، عبر الأغنية والراديو، كان كافيا لتغيير المعطيات بشكل ملموس في كثير من الحالات” (Encyclopédie berbère, XV, 1995).

غير هؤلاء نجد باحثين يؤكدون على وحدة اللسان الامازيغي أمثال مولود معمري في كتابه (Tajrrumt n tmazight) و أحمد بوكوس في كل كتاباته منها (Langage etculture populaire au Maroc) و Emil Laoust في مؤلفاته حول اللغة الامازيغية (Mots et choses berbères) وغيرهم الكثير من المختصين في اللسان الامازيغي بمنطلق علمي أكاديمي وليس سياسي أيديولوجي .

3- كل لهجة تصبح لغة بعد الاعتراف السياسي لها :

من الناحية السياسية الاصطلاحية فاللغة هي لهجة لها جيش ؟ أي أنها مرسمة من طرف دولة ما ، وتمازيغت تم توطينها كلغة وطنية في 2002 ورسمت في دستور البلاد في 2016 في المادة الثالثة الواضحة والتي لا تقبل التاويل تقول ان الأمازيغية كذلك لغة وطنية ورسمية تعمل الدولة على ترقيتها بكل متغيراتها . وهذا كل ما تحتاجه أي لهجة في العالم لتصبح لغة من الناحية السياسية أما من الناحية اللغوية فكل لهجة هي لغة بسبب أن نفس الخصائص اللغوية التي في اللهجة موجودة في اللغة .

أما عن الادعاء الذي يردده الباديسيون عن جهالة بأن تمازيغت ليست لغة لانها لا تملك قواعد ونحو … فهذا كلام غوغائي لا أساس علمي له ، فلا توجد أي لغة بشرية شفوية دون قواعد . فكل من إبن منظور الأمازيغي التونسي الذي علم العرب لغتهم في أشهر معجم عربي والمسمى “لسان العرب” وكذلك الأمازيغي المغربي الصنهاجي إبن أجروم صاحب “المقدمة الآجرّومية في مبادئ علم العربية” و الزواوي الجزائري إبن معطي صاحب الألفية في النحو وسيبويه الفارسي صاحب “الكبير” وغيرهم من علماء اللغة العربية مثل أبو الأسود الدوؤلي الذي كان أول من وضع النقاط على الحروف العربية السريانية الأصل ، وأول من شكل حروف المصحف وأضاف الهمزة والكثير من الحروف بعد حوالي قرن من كتابته بأبجدية سريانية غير منقطة ودون الهمزة والحركات ، وكذلك الكسائي والزمخشري … كل هؤلاء اللسانيين إستنبطوا قواعد اللغة العربية من داخل اللغة العربية ذاتها ولم يصنعوها من عقلهم بمعني آخر ان العربية ،التي كانت مجرد لهجة قريش الهجينة والممتزجة بلغات أخرى مثل السريانية ،العبرية ، الحبشية ، الفارسية … وهو السبب الذي جعل قريش تُرسِل أبنائها الى باديات الأعراب لتعلم العربية “النقية” مثلما حدث مع نبي الاسلام حين أُرسِل الى حليمة السعدية في قبيلة هوازن ، لم يصنع لها علماء اللغة العربية قواعد ولم تكن هذه اللهجة التي تطورت بعد ثلاثة قرون دون قواعد ، بل كان الفعل والمضارع والمفعول به والسجع والجناس والبيان … مرفوق بها ومخلوقا فيها ، كل ما فعله اللسانيون هو انهم أظهروا هذه الخصائص (القواعد) وأطلقوا على كل خاصية اسما عرفه الناس به وهذا ما حدث ويحدث مع كل لغات العالم بما فيه اللغة الأمازيغية التي لها قواعدها الخاصة التي أظهرها العالم مولود معمري وسجلها في كتابه الشهير ” Tajerrumt n Tmazight” والذي سماه بهذا الإسم “تجرومث ” تكريما للعالم الامازيغي إبن أجروم الصنهاجي. فمن الناحية العلمية اللسانية لا يوجد فرق بين اللغة واللهجة .


هذا ما لن يرد ولن يناقش فيه السيد مهني ولا تيار الباديسسن الذين أسعدهم تصريحه بالقول أن ” الأمازيغية ليست لغة” رغم ان مهني وفي نفس التصريح قال أيضا ” أن القبائلية لغة ” أي ان لغة سكان منطقة القبايل هي القبايلية ، لكنهم صدقوا الاولى وسكتوا عن الثانية فهل يعني هذا السكوت علامة الرضى و انهم تقبلوا فكرة ان الأمازيغية لهجة والقبائلية لغة بالمفهوم السياسي ؟ و أنهم متفقون على أنه لا يوجد حاليا لغة أمازيغية، بالمقابل يعترفون بوجود لغة قبائلية من الناحية اللسانية اللغوية ؟ إذا كانت الامور على هذا النحو فهذا يعني أن الباديسيين الفاقدين للبوصلة يساندون فكرة فرحات مهني في وجود “شعب قبائلي” له لغة قبائلية تختلف عن بقية الجزائريين و الامازيغ وهو ما يعطي له الحق في مشروعه الانفصالي كونه قد حصل على الاعتراف المحلي من هذا التيار التعريبي المتطرف على أن القبايل ليسوا جزائريين ولا أمازيغ فهم أصلا لا يكفون على نعت إخوتهم القبايل مرة بالرومان ومرة بالوندال و بالبلغاريين… وكأن الدوائر المخابراتية التي تحركهم هي نفسها التي تحرك بعض متطرفي حركة الماك؟ ، مما يطرح السؤال ان كان هناك تحالف سري بين التيار التعريبي القومجي وقيادة (**) حركة الانفصالية غرضه التسريع في تحقيق مشروع الانفصال؟ فالحقيقة التي يجهلها الكثير أو تغيب عنهم هي ان التيار التعريبي الباديسي أكبر وأقوى المناضلين لحركة الماك الانفصالية عن قصد او عن جهالة وهذا بمحاربتهم لكل ما هو امازيغي في الجزائر .

بقلم الأستاذ مصطفى صامت

هوامش :

* العربان : لا نقصد بهم الناطقين بالعربية في الجزائر ولا الاخوة العرب الأقحاح في جزيرتهم ، بل تيار سياسي في الجزائر يدافع عن أيديولوجية القوميين العرب المنقرضة التي تعادي البعد الامازيغي في الجزائر ولا تعترف به وهم يطلقون على انفسهم الباديسيون لهذا إستعملنا كذلك مصطلح الباديسيين (ابن باديس الصنهاجي بريئ منهم) ، من أجل التفريق بينهم وبين باقي الجزائريين الناطقين بالعربية الجزائرية والذين لا يكنون أي عداء للبعد الامازيغي بل كلهم يعترفون بشكل متوارث ولا شعوري انهم أمازيغ مستعربة بفعل الوازع الديني والسياسية .

* * قيادة حركة الماك : لابد من التفريق بين قيادة حركة MAK وقاعدتها الشعبية ، فقيادة الحركة لا يهمها لا الجزائر ولا الامازيغية ، فهدفها الوحيد هو تحقيق مشروع انفصال منطقة القبايل عن الجزائر وتعتمد في ذلك على العمل السياسي البرغماتي ولها ارتباطات مع لوبيات في الخارج لا يخفيها فرحات مهني الذي اعترف بنفسه انه مستعد للتحالف مع ابليس من اجل مشروعه بعد ما رفض الجزائريين حسبه الاعتراف بالامازيغية خلال كل مسيرته النضالية لاجلها ، فهو يعبر إذا عن ردة فعل للعنصرية والاقصاء الذي تعرض له البعد الامازيغي منذ الاستقلال ، وترسيم الامازيغية في 2016 من طرف الدولة جاء نتيجة نضال أجيال وكسياسة تصحيحية للأخطاء السابقة للدولة الوطنية وفي نفس الوقت لسحب البساط من هذه الحركة التي تتعاظم كلما مورس العنف والاقصاء على هذه المنطقة وعلى الامازيغية . أما القاعدة وهم مناضلوا الحركة، فهم جزائريون أغلبهم دفعوا الى هذه الحركة بعد أن فقدوا الامل في جزائر جزائرية لكل الجزائريين ، ولو لا فشل الدولة المركزية والدولة الوطنية في خلق الشعور بالانتماء الى هذه الدولة التي جعلوها عربية أفلانية فقط، لما وجدت أصلا هذه الحركة الانفصالية، بدليل تراجع حركة الماك مع ظهور الحراك الوطني الشعبي الذي رجع بصيصا من الامل الى الشباب والذي ستكون عواقبه وخيمة على البلاد والعباد في حالة فشله .

Exit mobile version