تم الاعلان عن بيع إحدى القطع الاثرية الجزائرية في مزاد بفرنسا بثمن قدر ب 600 165 1 € وهذا بتاريخ 13 ديسمبر 2015 في فندق المبيعات Sceaux ، تمثلت القطعة في رأس رخامي للملك الامازيغي يوبا الثاني الذي ولد حوالي 52 قبل الميلاد ، و هو ابن جوبا الأول الذي انتحر بعد هزيمته امام قيصر في معركة تابسوس الشهيرة الواقعة في عام 46 قبل الميلاد. فأخذ قصير ابن عدوه يوبا الاول الى روما ونشأ يوبا الثاني في إيطاليا مع كليوباترا سيلني ابنة كليوباترا العظيمة المصرية ومارك أنطوان ، التي سيتزوجها لاحقا ويدفن معها في الهرم الامازيغي الواقع اليوم في تيبازة المعروف شعبيا بإسم “قبر الرومية” وهذا سنة في 23 م . تأثر يوبا الثاني بالثقافة اليونانية والرومانية وادخلها الى مملكته . ويعرف عنه تاريخيا انه كان عالم كبير في زمانه اكتسب سمعة كبيرة في العلوم عبر الرسائل والكتب العديد التي ألفها باللغة اليونانية والتي غالبًا ما يذكرها المؤرخ بليني الأكبر ويقتبس منها . وهو مؤلف كتاب مهم عن النبات الطبي المنبثق من جبل أطلس ، وكتابات عن شبه الجزيرة العربية والأشوريين وقصة عن جده ماسينيسا وصاحب كتاب ليبكا. وكان يعشق السفر والترحال وإكتشاف العوالم حيث كان يرسل مكتشفين من مملكته الى مناطق مختلفة في العالم .
حسب الباحث الفرنسي Jean-Pierre Laporte الذي علق على الامر فإن عملية البيع قد تمت في سرية وسرعة ودون وثيقة تسمح بتتبع المشترى وأن القطعة قد تم تهريبها من عائلة فرنسية قديمة من ولاية مستغانم ، تم شراؤها في الجزائر قرب نهاية القرن التاسع عشر. ستقوم هذه العائلة بنقلها الى فرنسا لاحقا، وان هذه القطعة فريدة من نوعها وليس لنا نسخة أخرى، ولحسن الحظ أن الموقع الذي عرض القطعة للبيع قد نشر لنا صور دقيقة نسبيا لها وهي الوحيدة المنتشرة الآن و تم نحتها بطريقة فنية رائعة ، ستساعد المؤرخين للتعليق حول موضوع النحت الهلنستي في مملكة يوبا الثاني الذي لا يعلم حتى الآن إن كانت المدرسة الخاصة التي فتحها هذا الملك في عاصمته والمختصة بهذا النوع من الفنون قد كان روادها محليين او ان الملك قد استقدمهم من اليونان ومصر كما يعتقد .
نتسائل لماذا لم تقم وزارة الثقافة الجزائرية بالتحرك من أجل استعادة هذه القطعة الاثرية وغيرها المتعلقة بالتاريخ والتراث الجزائري الشمال افريقي لوضعها في المتاحف الوطنية ؟
المصدر: الموقع الذي أعلن عن البيع