مقدمة المؤلف : هذا البحث هو عبارة عن موضوع موسع ومنقح عن مذكرة دونت أول الأمر سنة ۱۹۹۹ كي تكون دليلا لرحلة حقل قامت بها الجمعية الليبية لاكتشاف النفط . ولكنني ضمنتها عند إعادة كتابتها آخر النتائج التي توصلت اليها في الأبحاث العملية وراجعت تواريخها ، ومؤلفات باليوس ، وفهرس بليني وعادات البربر ، ومؤلفات رومانية أخرى ، كل هذا في محاولة مني لجعل هذه الدراسة موضوعة حرة وعليا ، بنفع المتخصص و متع القاريء أيا كان . ولقد ضمنت الفصلين الأخيرين الكثير مما ورد في الكتاب الكلاسيكي « الليبيون الشرقيون ، للمؤلف د بیتس ،، الذي ما زال كتابه ذا أهمية كبرى حول هذا الموضوع . ولا بد ، بالإضافة إلى هذا الكتاب ، من التنويه بكتابي و بوفیل » و « كابوتو ، كمصدرين أساسيين لأي دارس يريد أن يتوسع في البحث عن الجرمنتين ، ولا بد لي من تقديم الشكر إلى الإدارة العامة للآثار السية وخاصة للدكتور محمد أيوب وزملائه ، وللكثير من المساعدين والأصدقاء في لسا وبريطانيا لقد قرأت ما كتبه و دبولي ، منذ سنوات إذ يقول « ان اسم الجرمنتيين في الواقع لا يعدو كثيرا حد الرمز والخيال . انه يطلق على قوم لم يعرفوا التعريف الكامل ، عاشوا في منطقة مهمة ومملكة أسطورية ، وفي مدة من الزمن غير محدودة .
وقد أصبحت المقابر والمربات ورسوم الصخور وكل شيء ينتسب للجرمنتين ، من طرف الصحراء إلى طرفها الآخر : من جبل عوينات إلى وادي مثندوس، إن اكتشاف الجرمننيين أمر ليس بالهين ، بل هو عظم ومفاجيء كما لو كنا قد اكتشفنا هذه الأيام فقط حوض البحر المتوسط أو كر لوزیوم روما ، أو مدينة قرطاجنة ، أو رأس شرمة أو معابد الكرنك . ولكن هذا العمل يجب أن يتم ، رغم أنه سيكون جهدا طويل الأمد وفي حاجة إلى زمن طويل لا کاله وإنجازه .
ورغم الكتابات الحديثة حول الجرمنتيين إلا أن ما قاله دیولي بقي صحيحا كما كان من قبل ، وقد حاولت في بحثي هذا
أن أبين أنه كلما اكتشفنا المزيد من الشواهد والأدلة والتزمنا بها كلما ازداد الموضوع خطورة وجدية وافادة ، وخيالا كذلك. هذا ، وآمل أن يجد القاريء فائدة فيما بين يديه وان يشعر بأن البحث والتعليل حول الجرمنتمين قد بدأ فمة و بشكل جدي .
من هم الجرمنتيون ؟ إذا ما رجعنا إلى المصادر الأدبية القديمة التي كتبت عن هؤلاء القوم لم نجد سوى مجرد صفحات قليلة في مؤلفات هيرودون وبليني و سترابون و تاسیتوس وبطلیموس وبوهیونیوس ، وهل كانت عاصمتهم وجرمة و هي مدينة جرمة الحالية المهجورة ، أم أن علينا البحث عنها في مكان آخر ؟ وما هو مدى اتساع المنطقة التي عاشوا فيها ؟ و كيف عاشوا دون أن يكون لهم مدخل إلى البحر الذي كان بسيطر عليه أعداؤهم الرومان ؟ إن مؤلف هذا الكتيب، وهو «تشارلز دانیلز ، البريطاني قد نال شهادة الليسانس في التاريخ الحديث بدرجة شرف ، ثمال الماجستير ، ثم عين زميلا بحائة في كلية نيوكاسل ببريطانيا من سنة 1959 إلى سنة ۱۹۶۱ .
وقام دانیلز بصفته عالم آثار معترف بعدة حفريات في بريطانيا وليسا وإيطاليا و فرنسا ، وسافر مدة طويلة في أنحاء أوروبا وأفريقيا ، وقد غطت بحوثه ، بالإضافة إلى الجرمنتيين ، فن البناء الروماني و الديانة الرومانية ، و زار لیسا لأول مرة في سنة ۱۹۵۸ ، حيث توجه إلى فزان بصحبة زميلين آخرين الدراسة آثار الحر منشين ومقارنتها مع آثار مرزة ، وقد أمضى سنة ۱۹۵۹ عدة أسابيع من شهري يوليو وأغسطس في دراسة آثار وادي الآجال ، وكان أول ما رآه هو ( قصر مارة أما في اجازة سنة ۹۲ – ۱۳ فقدم قام هو والسير إيان رشمون بالعكوف على اجراء حفريات في منطقة جرمة بدعوة من إدارة الآثار اللمبة وفي سنة ۱۹۹۰ قاد المسير دانيلز بعثة إلى فزان مدتها ثلاثة
أشهر، حيث أجرت عدة حفريات في وادي الأحال وزنككرة ( التي اكتشف فيها مقر الجرمنتيين )، وجرمة وسانية جبریل و موقعين آخرين ، وواصل هذه الحفريات سنة ۱۹۹۷ ، ولكنه ركز عمله هذه المرة في زنككرة .
وحضر المؤلف سنة ۱۹۹۸ مؤتمر الجامعة الليبية ببنغازي حول موضوع د ليبيا في التاريخ ،، حيث قدم محتاء
الحر منشين . ثم قام بعد ذلك باحاث عملية في منطقة قصر مارة و مرزي وزويلة ، ولكنه عاد إلى لييا سنة ۱۹۹۹ لاجراء حفريات واسعة النطاق في جريمة .
تحميل الكتاب من هنا >>> الجرمنتيون.pdf – 9.5 MB