كتاب حرب يوغرطة أو الحرب اليوغرطية (Bellum Iugurthinum) كما اطلق عليها المؤرخ الروماني سالوست (Sallstius) و نقله عن اللاتينية الأستاذ الدكتور / محمد المبروك الدويب أستاذ اللغات القديمة بقسم الآثـار كلية الآداب جامعة بنغازي بليبيا . تكمن قيمة هذا العمل انه الاول من نوعه وأنه ترجمة مباشرة من اللاتينية الى العربية وهو ما يقرب الترجمة اكثر .
تقديم الكتاب :
” تشير أغلب المراجع إلى أن اسم صاحب هذا العمل هو جايوس ساللوستيوس كريسبوس Crispus Sallustius Gaius و أنه قد ولد عام 86 ق.م. في مدينة أميتير نوم Amiternum الواقعة شمال شرق روما و مات بروما عام 36 ق.م. و ليس لدينا معلومات كافية عن الفترة المبكرة من حياته و شبابه لكن من خلال كتاباته يبدو أنه كان طالباً مميزاً في الآداب الإغريقية و اللاتينية كما يخبرنا في مقدمته لعمله الموسوم بـ ( حرب كاتيلينا ) Catilinae Bellum لاسيما أنه كان يريد أن يهب حياته لبحث و دراسة الأحداث التاريخية لكن دوّ امة الحياة السياسية جذبته إلى ساحتها في وقت لم يتمتع فيه حقل الأدب بالتشجيع اللازم و لأنه كان شعبيّ ـاً بمولده فقد صار موالياً لحزب
1 العامة و ظل ديمقراطياً و انتخب تريبون لحزب عامة الشعب plebis Tribunus للمرة الأولى عام 52 ق.م. و عندما حدث صراع بين اثنين من الدهماء المشهورين هما كلوديوس Clodius و ميلو Milo و استخدم كلاهما العبيد حراساً شخصيين له و سبب صراع الطرفين ازعاجاً كبيراً في شوارع روما و أخيراً تقابل الفريقان في 20 يناير فجُ رح كلوديوس ثم قتله ميلو بوحشية ، و يقال أن سالوستيوسكان يضمر كراهية لميلو لأنه قد سبق أن أزعجه إذ كان يلاطف زوجته فانتهز هذه الفرصة لمهاجمته كخصم سياسي فألقى عدة خطب سياسية معادية له و فعل كل ما في وسعه من أجل أن يؤجج غضب العامة لاغتيال كلوديوس فنفي لكن بعد سنتين انتقم مجلس الشيوخ من خلال أبيوس كلاوديوس Claudius Appius الذي طرد ساللوستيوس و أعضاء آخرين كثيرين من الحزب مخجلة بالرغم من أنه لم يكن أسوأ من الباقين لكن ربما كان ذلك سبباً لتحريك دوافع قديمة . الشعبي من مجلس الشيوخ عام 50 ق.م. و قد أُبعِد ساللوستيوس على خلفية أنه يعيش حياة فجور عندما اندلعت الحرب الأهلية عام 49 ق.م. انحاز ساللوستيوس دون تردد إلى معسكر قيصر Caesar وكان من أشد أنصاره حماساً و ساهم في الحملة ضد بومبيوس (بومبي ) Pompeus في إليريكوم Illyricum ، و في عام 47 ق.م. أُنتُخب بريتور Praetor و أُعيد إلى مجلس الشيوخ و يبدو أنه قد حصل على ثقة قيصر التامة فأرسله في مهام كثيرة ، منها تكليفه له فى عشية الاستعداد للحملة ضد أفريقيا عندما تمرد بعض جنود قيصر و قتلوا أعضاء مجلس الشيوخ الذين حاولوا مخاطبتهم بالتفاوض معهم لكنه فشل في استمالة الجنود و إرضائهم و فر بجلده بشق الأنفس و لم قيمة لقيصر باحتلاله لجزيرة كيركينة Cercina و أن يزوده بالقمح . يؤثر ذلك على علاقته بقيصر ، بينما نجح في الحملة على أفريقيا حيث استطاع أن يقدم مساعدة بعد الحرب استلم ساللوستيوس مهمة البروقنصل [ الحاكم أو الوالي ] لولاية أفريقيا التي أعيد تنظيمها مثل أغلب الولايات و سُميت ولاية أفريقيا الجديدة Nova Africa ، و جمع ثروة ضخمة فاتهم بالابتزاز بعد عودته إلى روما و بُرئت ساحته بتدخل قيصر و استعمل ثروته في إنشاء حدائق ساللوستيوس المشهورة Sallustiani Horti قرب بوابة سولاريا Solaria Porta على جبل كوريني Mons Quirini حيث شيّد لنفسه قصراً سكنياً ، و بعد موت قيصر عام 44 ق.م. اعتزل الحياة السياسية و الحكم بعد أن شعر أنه قد فقد من كان يحميه ، و عاد لطموحه الذي كان يسعى إليه عندما كان في سن الشباب فسخّر وقته للبحث في تاريخ الرومان إلى أن مات عام 35 ق.م.تاركاً أباطرة رومان آخرون” .