تحمل رواية الحمار الذهبي أو تحولات الجحش الذهبي (أول رواية في التاريخ) pdf

تصنف على انها أول عمل روائي أدبي في التاريخ وصلنا كاملا وهي للكاتب لوكيوس أبوليوس ( افولاي) أمازيغي النوميدي المرومن من الجزائر. وهي عبارة عن 11 كتاب أمازيغي النوميدي المرومن من الجزائر. وهي عبارة عن 11 كتاب (فصل) يحكي بشكل أساسي قصة إنسان يهتم بالسحر، ويحب أن يتحول إلى طير، ولكنه يتحول إلى حمار. و بالإضافة إلى الحدث الرئيسي، تحتوي الرواية بين طياتها، قصص تطول وتقصر، ليست على علاقة وطيدة بالنص الأصلي، وعددها 17 قصة. بعضها شهدها البطل بنفسه، والبعض الآخر سمعها.

تحميل رواية الحمار الذهبي للكاتب لوكيوس أبوليوس >> الحمار-الذهبي-أو-التحولات.pdf – 1.8 MB

ملخص الرواية :

التحول أو الحمار الذهبي الذي ظهر في أحد عشر جزءا. إنها رواية طويلة تحكى بصيغة المتكلم بطلها لوكيوس، وهو شاب يسكنه الفضول. خلال سفر الشاب لوسيوس، الذي ينتمي لعائلة ميسورة، إلى هيباتا، اكترى غرفة عند ساحرة تسمى فوتيس. بعد ذلك سيدخل في علاقات عاطفية مع خادمتها، ثم سيحاول الإمساك بخيوط معرفتها السحرية. وفي الليل هاجمه ثلاثة لصوص ولم يكن له مفر من مصارعتهم، وتمكن منهم فقضى عليهم جميعهم. قبض عليه وسجن بتهمة القتل. لكن في المحكمة، عندما أحضرت الجثث لإثبات الجريمة، تبين أنه لم يكن هناك جثث، بل كانت ثلاث قرب مملوءة بالهواء. أطلق سراح الشاب لعدم حدوث جريمة القتل أساسا، على الرغم من أنه هو القاتل.


أدرك البطل أن الساحرة علمت بوجوده ورغبت في التحرش به، من هنا ازدادت رغبته في معرفة أعمال هذه الساحرة. بمساعدة الخاد مة وصل إلى بيت الساحرة ورأى بنفسه كيف دهنت نفسها بدهان تحولت بعده إلى بومة، وطارت أمام عينه إلى السماء وهو يشاهدها… 


ازداد حب الاستطلاع عند لوسيوس ورغب في تجربة الدهان بنفسه، وطلب من الخادمة أن تسمح له بأن تأتيه بالوعاء ليدهن نفسه به. كذلك كان واستجابت الخادمة لطلبه وأعطته علبة الدهان. لكنها أخطأت في إحضار العلبة الخاصة بالطيور، وأعطته الدهان الذي حوله إلى حمار، وهنا تبدأ رحلة السخرية التي استفاد منها الكاتب لينقل أفكاره، فقد تحول هذا الإنسان بشكله إلى حمار، ولكن عقله بقي عقل إنسان مفكرر. بعد هذه الحادثة الغير متوقعة، وعدته الخادمة بأنها ستحضر له الدواء المضاد وهو عشب الورد الذي سيعيده إلى وضعه الإنساني، وطلبت منه أن يبقى في الإسطبل حتى تحضر له المطلوب، وهنا يأتي اللصوص ويسرقونه مع بقية الخيل وتبدأ رحلة المشاكل…


في رحلته الأولى مع اللصوص، يكون لوسيوس (الحمار) شاهدا على عملية اختطاف إحدى العرائس التي سيقع في حبها، وكان يعاملها معاملة خاصة قدرتها له، ولكن حياته بقيت معروفة بأنه حمار، ويقوم بأعمال الحممير، فهو يتمنى أن يحمل الحبيبة إلى أي مكان، ولكن أصحاب الإسطبل يفضلون عمله على رحى طحن أو حمل الحطب أو نقل الأمتعة…


هكذا يجد البطل لوسيوس نفسه فجأة وقد تحول إلى حمار نتيجة مخدر سحري صنعته الساحرة بامفيلي، و كي يسترجع آدميته كان عليه كما أسلفنا أن يتناول وردة، لكن لسوء حظه (ليجد ابوليوس فسحة اكبر للتعبير) قيده مجموعة من اللصوص في مكان بعيد عن الورود و هكذا ستنشبك أحداث الرواية. 
سيهرب الحمار (لوسيوس) ليصبح مطية لعدد من القراصنة، ثم عدد من العبيد الفارين، ثم عدد من الكهنة القادمين من سوريا، ثم طحان، فسباخ، فعسكري، فعبدين، فحلواني وطباخين أخوين، ثم سيدهما. وبما أن الحمار هو الذي يحكي وقد حافظ على قوة ملاحظته وفكره النقدي كإنسان، فإن الكاتب يقدم لنا، من الداخل، كل الأنشطة والأمور التي تشغل الأوساط المختلفة التي اتصل بها في المجتمع الأمازيغي والروماني. 


يبقى فكر لوسيوس فكر إنسان، فكانت هذه هي الرابطة التي تربطه ببني جنسه الأصلي، ومنها أيضا ارتفع حب أصحابه له. وقد كانت مشكلته الكبيرة هي في الأكل فهو لا يأكل أكل الحمير. لذا أحبه أصحابه لأنه حمار صاحب ذوق، فهو لا يأكل الأعشاب ولكنه يأكل الخبر، فعلموا أنه حيوان نادر فعلموه بعض الألعاب فأجادها، وجعلوه يقوم برقصات وألعاب على المسارح… 


تمكن الحمار (لوسيوس) من الهرب ليصل إلى الشاطئ، وغسل بدنه سبع مرات وطلب من الآلهة أن تحرره من شكله الحيواني… وهنا وصل موكب عظيم لتقديس الآلهة يحمل أعشاب الورد، فقفز إليها وأكل منها، وعاد إلى هيئة الأولى كإنسان.


تحول لوسيوس إلى حمار في الكتاب الثالث من الأجزاء الإحدى عشر، وظل كذلك يحكي إلى أن وصل الكتاب الأخير الذي سيتمكن فيه من التحول بالخلف مرة أخرى إلى إنسان بعد أن أكل الوردة العجيبة وحصل على العفو بمساعدة الإلهة إزيس. 


أهدى أبولي نهاية سعيدة على شرف إيزيس، إذ في موكب الاحتفال بالإلهة الفرعونية سيأكل الوردة الرمز ويسترد آدميته. والنص في جوهره يبدو و كأنه احتفاء و تبجيل لديانة القرطاجيين الذين كانوا يعبدون إيزيس إلى جانب فينوس.
هذا الكتاب ليست قصة واحدة بل قصص منوعة وعديدة، وكل منها مستقلة بذاتها، ولكنها كلها في رواية واحدة. وهذا الكتاب مقسم إلى أحد عشر باباً، كل واحد من هذه الأبواب هو امتداد للرواية، وهو في الوقت نفسه رواية في قلب رواية مثل قصة العقاب البشع، وقصة العاشق المتخفي، وقصة التنين، وقصة الطحان… وغيرها من القصص المتناثرة على صفحات هذه الرواية الرائعة.


و حين يحس أبولي بالظمأ الفني سيستجدي الميتولوجيا، إذ تضم أحد المقاطع التي عُدت من طرف النقاد من الأهمية بمكان حكاية بسيكي-ربة الروح- حين واجهت الوحش -رمز الغرور والنرجسية- عقابا على جمالها الأخاذ وحاولت قتله بناء على نصيحة أخواتها اللواتي يكرهنها لأنها أجمل منهن. و في خضم مغامرتها ستسقط بفعل ذهولها قطرة من زيت الفانوس الحامي على كتف إيروس فيطردها الأخير. و بناء على نصيحة فينوز كي تلتقي به ستنجز بعض الأعمال من بينها النزول إلى الجحيم لتتزوج بإيروس في النهاية.


الرواية فيها انزياحات تنحرف عن الحكاية الرئيسية لتحكي قصصا قصيرة أخرى كقصة الحب والنفس مثلا ضمن الرواية الطويلة. ومن ثم فإن رواية التحول هي أيضا مجموعة قصصية تحكي عن خادم مسنة في مغارة القراصنة، وعن فتاة تحب الجن، وعن الإلهة إزيس التي تستحود على فكر أبوليوس. كل ذلك في أسلوب يتراوح بين الديني والأسطوري والميتافيزيقي والخرافي، تغلفه نغمة حزينة يتزاوج فيها العنف بالسادية.

يحدث كل ذلك والكاتب الكبير أبوليوس الأمازيغي يبرع في استحضار الخيال المدهش والأسطورة ليروي لنا قصة امتنع حتى الآن عن النقاد التوصل إلى الإمساك بجميع تفاصيلها وخيوطها، فهو ينتقد الوضع السياسي بروما مستحضرا كل ما يخالج الفرد من تنائيات: الحب والكره، التضحية والخيانة، الوفاء والغدر، الفضيلة والرذيلة، الاحترام والتطاول، الدراما والكوميديا، الإيمان والتحرر… كما يجمع أبوليوس في روايته بين شخصيات متناقضة أيضا: الغني والفقير، القرصان والفلاح، العسكري والتاجر، الغانية والمتعففة، الساحرة والمؤمنة… إنها رواية تبحث عن حقيقة الأشياء عبر النظر إليها من زوايا مختلفة (لوكيوس الإنسان ولوكيوس المتخفي في دور الحمار). لم يكن التحول أبديا، بل إنه عبارة عن تحول-قضية قابل للعودة إلى نقطة البدء (إنسان-حمار-إنسان) بعد تسجيل الملاحظات على حين غرة وفي غفلة من الآخرين الذين لا ينتبهون للحمار. لكنه ليس حمارا عاديا، بل هو حمار في الشكل فقط يحتفظ بقوة الملاحظة. 


لماذا التحول إلى حمار وليس إلى حيوان آخر؟ 
لأن الحمار في الثقافة الأمازيغية ينعث بالبلادة، لكن أيضا بالمكر. وبخصوص ذكاء الحمار أبوليوس نقرأ في الرواية: وقد تنبأ الحمار الآخر بقصدي وسبقني إليه، فتصنع فجأة التعب وهوى بكل ثقل جثته وظل ممددا على الأرض كما لو أنه جثة هامدة، فلا الضرب بالعصا التي انهالت عليه، ولا الوخز بالقضيب، ولا الجدب والشد الذي تعرض له عنقه وقوائمه، كل هذا لم يفلح في رفعه من على الأرض. وحين تعب السرقة من أمره ولم يعد لديهم أمل في تحركه… تشاوروا، لتنتهي بهم المشورة إلى حز ساقيه بالسيف وجره بعيدا عن الطريق، وهو لازال يتنفس، ثم رميه من فوق تلة عالية جدا حتى لا يعطلهم عن الهرب… حين فكرت أنا فيما آل إليه الحمار صديقي، قررت أن أتراجع عما كان في نفسي من مكر ومضيت أخدم أصحابي السارقين بكل وفاء وإخلاص… . 


وعن الغراب الذي يعتبره البربر فأل شؤم وإنذارا بالموت وإشارة إلى الشيخوخة والذمامة، نقرأ في الرواية: أي طائر أجمل ومحبب إلى المرأة أكثر من الغراب. ألا نقوم باصطياد هذا الطير ليلا متى دخل البيوت لندقه بالمسامير على الباب حتى نطرد بتعذيبه ذاك الكارثة التي كان سيستجلبها وهو يطير محلقا من حولنا في الفضاء؟ . 


ونقرأ أيضا في الرواية عن البئر التي تعد رمزا للإنتحار: وجهت غضبها ضد سلالتها، إذ أنها ستدير حول جسدها حبلا وتشد إليها بنفس الحبل رضيعها الذي أنجبته للتو من زوجها، ثم سترمي بنفسها في البئر العميقة .


كما نقرأ عن الحلم في الرواية: لا ترهبنك صور الأحلام الزائفة، إذ لا تعد أحلام النهار وحدها كاذبة، بل إن أحلام الليل تشير في الغالب إلى عكس ما تذهب إليه ظاهريا. وبالتالي، فإن البكاء، أو تلقي اللكمات، أو حتى التعرض للذبح في بعض الأحيان، ينبئ بربح أو حدوث أمور سعيدة. وبالعكس، فإن الضحك، أو ملأ البطن بالحلوى أو أي شيئ حلو جميل، أو الاجتماع بفرد لتذوق اللذة الجسدية يعني أن الحزن أوالمرض أو أشياء أخرى عصيبة هي لنا بالمرصاد…

مراجع: 

• البرغوثي عبد اللطيف محمد، التاريخ الليبي القديم من أقدم العصور حتى الفتح الإسلامي، منشورات الجامعة الليبية، الطبعة الأولى، 1971. 
• شفيق محمد، لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغن، دار الكلام للنشر والتوزيع ـ المحمدية ـ المغرب 1989.
• علي فهمي خشيم (ترجمة عن الإنجليزية)، تحولات الجحش الذهبي/لوكيوس أوليوس ، الطبعة الأولى- المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، 1980، (موقع توالت: Tawalt ). 
• الغرباوي محمد المختار، في مواجهة النزعة البربريّة وأخطارها الانقساميّة، دراسة ـ من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2005
• الكعاك عثمان: البربر ـ سلسلة كتاب البعث ص 101 تونس 1956.
• المحجوبي عمار، الحمار الذهبي، أبوليوس لوليوس، دائرة المعارف التونسية 1991، (موقع توالت: Tawalt ). 
• BANHAKEIA Hassan; Étude: APULEE, ECRIVAIN AMAZIGH (Université d’Oujda). 
• BERTHIER, André – La Numidie, Rome et le Maghreb, Paris, Picard, 1981.
• Brett Michael and Fentress Elizabeth, The Berbers, Collection: The Peoples of Africa, Blackwell Publishers, USA 1996.
• BRUNNEL, Pierre, JOUANNY, Robert: – Les grands écrivains du monde, Paris, F. Nathan, 1976.
• Camps G., Les Berbères, mémoire et identité, Paris, Errances 1987. 
• DIDEROT, Réflexions sur Térence, 1762
• Encyclopédie Berbère – Aix-en-Provence : EDISUD, 1987, Volume IV.
• Grimal P., Apulée, Métamorphoses, IV, 28 – VI, 24, Collection Erasure, Paris 1963. 
• Monceaux M., Apulée, Paris 1889.
• SAINT-QUENTIN, Louis de. 3000 ans avec les Berbères – Paris, Delagrave, 1949.
• TLATLI, Salah-Eddine. – La Carthage punique – Paris, Librairie d’Amérique et d’Orient, Maisonneuve, 1978

مصدر ملخص الرواية : atmzab.net

Exit mobile version