قال الروائي والكاتب الجزائري الشهير الدكتور أمين الزاوي في ندوة نظمها ملتقى الأنوار للفكر الحر بالعاصمة الجزائرية تحت عنوان ” كيف أجهض المغاربيون موعدهم مع الحداثة ” أن السبب الاول لتخلف سكان شمال افريقيا عن ركب قطار الحداثة يعود الى العلاقة المشوشة والخاطئة والكاذبة للمغاربة مع تاريخهم حيث أغلق سكان هذه المنطقة الباب على تاريخهم ومارسوا الدجل والتشويه والتشويش عليه بداية من خطبة طارق بن زياد التي كذبوا علينا حينما قالوا أنها كتبت بالعربية في حين أن طارق بن زياد لم يكن يعرف العربية حسب الزاوي وحتى وإن تعلمها فلا يمكن لأمازيغي حديث العهد باللغة العربية أن يبدع بمثل تلك الخطبة الحماسية والفصيحة بقواعيدها ونحوها التي أبهرت علماء اللغة .يضيف الزاوي حول الموضوع أنه من تلك اللحظة أغلقنا الباب على تاريخنا المحلي و على شخصيات أمازيغية عظيمة أمثال أبوليوس المدوري الذي ألف أول رواية في تاريخ البشرية ” الحمار الذهبي ” وكذلك عن يوبا الثاني أحد “عظماء تمازغى ” الذي ألف أكثر من 65 كتاب وشخصيات أمازيغية أخرى وفتحنا الباب للمشرق وعلى الجاحظ وأبو هريرة وابن تيمية بسلبياته وإجابياته حتى تمشرقنا دون أن نحصل على محاسن هذا التمشرق الذي كان على حساب غلقنا لباب التاريخ والأدب المحلي ، وهو الشيء الذي تركنا غارقين في نفس السؤال الى غاية اليوم ” هل تمازغى عربية أم أمازيغية ؟ ” .
يقول أمين الزاوي -وهو جزائري معرب اللسان إبن ولاية تلمسان المعربة في غالبيتها تقريبا ولا يتحدث الأمازيغية – أنه يرفض استخدام كلمة البربر لأنها كلمة قدحية أطلقت علينا من غيرنا كما أنه يرفض مصطلح” المغرب العربي” ويقول أن مصطلح “تمازغى ” هو الأنسب وفي حدثيه عن اللغة في الجزائر قال أن هناك أربع لغات في الجزائر : تمازيغت ، الدرجة ألجزائرية، العربية الفصحى والفرنسية وكلها لغات أجنبية ما عدى الامازيغية والدرجة الجزائرية اللتان هما لغتا الشعب الجزائري اللتان يفهمهما كل من المثقف والمواطن العادي حسب مناطق استخدامها .
إضافة الى علاقة المغاربة مع التاريخ يضيف الزاوي أن علاقتهم مع الدين أيضا من اسباب التخلف وأن له علاقة مركزية في المجتمعات ويقول أن الدين في تمازغى أخذ مكان المواطنة حتى أصبح المواطن يرجع هويته وانتمائه الى الدين بدل البلد الذي يسكن فيها وهو ما جعل الذهنيات الشعبية تجرد الفرد المغاربي من حق المواطنة إن لم يكن مسلم ويقول أن هذا المفهوم مكرس من طرف دساتير بلدان تمازغى وبلدان عربية أخرى وهذا ما جرد الدين من القوة الروحية وثقافية التي نحتاج اليها بل أقحمه في خانة السياسة والأدلجة .
وفي محور ثالث بعد العلاقة مع التاريخ والدين يضيف الزاوي محور العلاقة مع الآخر وخاصة المستعمر القديم الذي يقول أننا أصبحنا لا نفرق بين الغرب الاستعماري والغرب الحضاري وهو ما جعلنا في قوقعة وعزلة دائمة ورغم قيامنا بثورة عظيمة لطرد المستعمر وصنعنا تاريخ حافل بالانتصارات الا أننا لم نعرف كيفية الخروج من هذا الاستعمار ولا كيفية استغلال هذا الاستقلال .
موقع tafat.net