ثيفيناغ يسهل التعريب والفرنسة ويؤجل الأمازيغية

    بعد أن اطمأن التعريبيون والفرنكوفونيون إلى أن حرف ثيفيناغ سيبقي الأمازيغية قاصرة ومؤجلة وضعيفة ومشلولة وغير مقروءة وخارج اللعبة وخارج السوق اللغوية وخارج ورش إصلاح التعليم مدة طويلة جدا ستمتد إلى عقود من الزمن، انتقل المعسكران التعريبي والفرنكوفوني اليوم في 2019 إلى التنافس على كعكة المغرب الأمازيغي (في ميدان التعليم مثلا) كسابق عهدهما منذ 1912 غير عابئين بالأمازيغية وكأنها غير موجودة، وهي فعليا وعمليا غير موجودة كلغة مكتوبة مقروءة على الساحة.

لماذا الأمازيغية غير موجودة كلغة مكتوبة مقروءة على الساحة المغربية؟

– لأنها مؤجلة دستوريا وترسيميا: حيث أن الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية في الفصل 5 هو اعتراف مشوه وناقص ومؤجل بشيء خطير وكارثي اسمه “القانون التنظيمي” يظنه الناس عسلا بينما هو سم قاتل. الفصل 5 في الدستور المغربي يكرس دونية اللغة الأمازيغية ومكانها التحتاني أسفل مكانة العربية. وهذا هو سر حرص الجميع بلا استثناء على كتابة العبارات الأمازيغية التيفيناغية دائما وأبدا تحت العربية. لا يجرؤ أحد بالمغرب (بمن فيهم الإيركام والجمعيات الأمازيغية) على كتابة العبارة الأمازيغية فوق العبارة العربية. 

– لأنها مؤجلة حرفيا وتعليميا: حيث أنه في عام 2003 تم تحريم تدريس اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني وتم فرض حرف ثيفيناغ عليها كحرف وحيد لأسباب سياسية مؤكدة ولدوافع سياسية واضحة لا علاقة لها بالبيداغوجيا ولا بالعلوم. فأصبحت الأمازيغية الآن لغة محجوبة مشفرة بثيفيناغ غير مقروءة للمغاربة، وأصبح ترسيمها مؤجلا بعشرات السنين وتدريسها بطيئا جدا بل شبه متوقف، وأصبح تحولها إلى لغة تدريس شيئا بعيدا جدا لامفكرا فيه حتى من طرف أنصار الأمازيغية.

1) التعريبيون مطمئنون إلى الأمازيغية المشلولة بحرف ثيفيناغ:

التعريبيون يريدون تعريب كل شيء في المغرب من تعليم وإعلام وإدارة، ويريدون فرض اللغة العربية الفصحى في كل شيء ويريدون استبعاد ومحو كل اللغات الأخرى. وحين يريد التعريبيون إغاظة أو إخافة الفرنكوفونيين أو الحد من نفوذهم يقومون بالتلويح بالورقة الإنجليزية التي ترعب الفرنكوفونيين، حيث أن العملاق الإنجليزي سيسحق القزم الفرنسي في أية “استفتاءات” أو “مناظرات وطنية” أو “حوارات تلفزية” يتم تنظيمها للمقارنة بين منفعة الإنجليزية ومنفعة الفرنسية أو لسؤال المغاربة حول أية لغة يفضلونها من الإثنتين: الإنجليزية أم الفرنسية.

إذا تم وضع الخيار أمام المغاربة بين الإنجليزية والفرنسية فأغلبيتهم الساحقة ستختار الإنجليزية طبعا. والوعي بالإنجليزية يتصاعد بقوة في الآونة الأخيرة لدى المغاربة بسبب الظاهرة الإنترنيتية الأمريكية التي جعلتهم يكتشفون القوقعة الفرنسية وحجمها القزمي في العالم. ولكن الخطاب التعريبي في العمق يريد استبعاد كل اللغات من المغرب بما فيها الإنجليزية وبما فيها طبعا اللغة الأمازيغية Tutlayt Tamaziɣt التي هي اللغة القومية والأصلية والتاريخية للمغرب منذ آلاف السنين.

وجاء فرض حرف ثيفيناغ على الأمازيغية عام 2003 كنعمة من السماء للتعريبيين. فقد تأكد الآن بكل وضوح أن حرف ثيفيناغ يتسبب في إبطاء شديد لتدريس وترسيم ونشر الأمازيغية ويتسبب في جعل تدريس العلوم والمعارف بالأمازيغية شيئا مستبعدا لامفكرا فيه ومن قبيل الفانتازيا والخيال العلمي الذي لا يجرؤ التيفيناغيون من أنصار الأمازيغية على ذكره. وبعد اطمئنان التعريبيين إلى رسوخ اللغة الأمازيغية في فخ أو مصيدة ثيفيناغ فقد أصبح هؤلاء التعريبيون يقولون الآن في مقالاتهم وتصريحاتهم كلاما من قبيل: “يجب تدريس وترسيم كل شيء بالعربية الفصحى والعمل على تأهيل ومعيرة الأمازيغية في المستقبل”.

لقد اختفى الرعب والخوف لدى التعريبيين إزاء الأمازيغية بعد أن لاحظوا أنها مشلولة وغارقة في حرف ثيفيناغ الذي لا يقرأه أحد ولا يكتبه أحد. فأصبح التعريبيون الآن يكررون كلام الإيركام والإيركاميين ومن يدور في فلكهم حول “تأهيل وتقعيد ومعيرة الأمازيغية مستقبلا” بشكل يجعل هؤلاء التعريبيين يظهرون بمظهر المتسامحين مع الأمازيغية والمساندين لـ”تأهيلها ومعيرتها وتقعيدها مستقبلا”. أما الحقيقة فهي أن التعريبيين الآن فرحون ومطمئنون اطمئنانا تاما إلى أن اللغة الأمازيغية بحرف ثيفيناغ مشلولة بطيئة محيَّدة Neutralized ولم تعد تشكل خطرا على مشروع التعريب.

2) الفرنكوفونيون مطمئنون إلى الأمازيغية المشلولة بحرف ثيفيناغ:

الفرنكوفونيون والمفرنِسون يريدون تأبيد وتخليد اللغة الفرنسية بالمغرب، ويشتركون مع التعريبيين في اطمئنانهم إلى بقاء الأمازيغية خارج اللعبة وخارج السوق اللغوية وخارج الإصلاح التعليمي بسبب اعتماد الأمازيغية بشكل حصري على حرف ثيفيناغ وتحريم الحرف اللاتيني عليها. مساندو الفرنسية والفرنسة لاحظوا أن الأمازيغية بحرف ثيفيناغ ضعيفة مشلولة لن يكون لها شأن في أي وقت قريب إلا في الرمزيات والديكوريات الخاوية. ومساندو الفرنسية والفرنسة لاحظوا أنه لا توجد لغة في المغرب تنافسهم وتزاحمهم في استعمال الحرف اللاتيني العالمي في المدرسة والإدارة والإعلام والمجال الاقتصادي المغربي. واللغة الوحيدة التي ترعب الفرنكوفونيين وتهدد امتيازاتهم الاحتكارية في المغرب هي الإنجليزية.

وزيادة على ذلك كله أصبح أنصار الفرنسية والفرنسة يستفيدون من دعم مجاني إضافي من أنصار ثيفيناغ الذين تحول كثيرون منهم إلى مساندين لفرنسة التعليم المغربي ورافضين للإنجليزية أو متجاهلين للإنجليزية. فأنصار حرف ثيفيناغ فهموا واعترفوا ضمنيا بأن اللغة الأمازيغية بحرف ثيفيناغ لا محل لها من الإعراب في المجال العمومي إلا الديكور والشكليات، وقبلوا ضمنيا بأن الأمازيغية بحرف ثيفيناغ لن تكون لغة ذات دور وظيفي في التعليم والإدارة في أي وقت قريب في هذا القرن الـ21. ويعترفون ضمنيا بأن أقصى ما ستحصل عليه الأمازيغية بحرف ثيفيناغ في المدرسة هو “مادة الأمازيغية بثيفيناغ” كمادة دراسية معزولة يقضي فيها التلاميذ وقتهم في تعلم ثيفيناغ وتعلم طريقة الكتابة الإيركامية الكسولة الأبجدية abjad الشبيهة بطريقة الكتابة العربية الكسولة الأبجدية abjad من حيث إهمال الصوائت وإلصاق الصوامت ببعضها بشكل معجون لاتربوي لابيداغوجي ومتناقض مع النطق الأمازيغي الواقعي في أغلب لهجات اللغة الأمازيغية.

فطريقة الكتابة الإيركامية المعجونة المضغوطة اللابيداغوجية نجدها في هذه الكلمات مثلا التي كتبتها هنا للقارئ بالحرف اللاتيني لكي يفهم ما أقصده: kcmn “كشمن”، tskrt “تسكرت”، ssnn “سّنّ”، mddn “مدّن”، sskrm “سّكرم”، sskṛẓ “سّكرژ”، sskcmn “سّكشمن”، sshbḍ “سّهبض”، ssqsḥ “سّقسح”، ssnɣ “سّنغ”، ssmgʷr “سّمگُر”، sslɣd “سّلغد”، ssfldɣ “سّفلدغ”، ttssnn “تّسّنّ”….إلخ.

وهذه الطريقة الإيركامية المعجونة المضغوطة في الكتابة شائعة في أمازيغية سوس ومتناقضة مع طريقة نطق وكتابة الأمازيغية الزناتية في الريف والمغرب الشمالي الشرقي والأطلس المتوسط.

كما تلاحظون، المشكل مركب:

– الأمازيغية مخفية مشفرة بحرف ثيفيناغ الذي لا يقرأه أحد.

– الإيركام يكتب الأمازيغية بشكل لابيداغوجي رديء.

– الجميع تقريبا لا يعرف ما يُكتَبُ وما يُخرمَز بتيفيناغ، فالمهم هو الديكور التيفيناغي.

– أما الفرنسية فقبضتها على المغرب تتقوى على نفقة الشعب، بمباركة البعض وصمت البعض، في وقت تتلاشى فيه الأمازيغية من الأرض والإنسان.

ما يحتاجه المغرب في التعليم هو سياسة لغوية ثلاثية “أمازيغية – عربية – إنجليزية” مع كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني ومع البدء في طرد الفرنسية تدريجيا. أما كثير من التيفيناغيين والدائرين في فلك الإيركام وفلك الأحزاب فيرفضون الإنجليزية ويرفضون كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني، ويريدون إعادة عقارب الساعة إلى الخمسينات والسبعينات من أجل فرنسة التعليم المغربي كما كان في “أيام زمان” ظانين ومتوهمين أن الفرنسية ستحمي الأمازيغية من التعريب بينما سياسة الفرنسة لا تؤدي إلا إلى محو الأمازيغية ولا تختلف عن سياسة التعريب في شيء (وهذا ما حدث بالضبط في المغرب منذ 1912).

يتوهم كثير من أنصار الأمازيغية أن الفرنسية ستقاتل بالنيابة عنهم ضد التعريب، لهذا يساندون فرنسة التعليم المغربي. وهذا يشبه من يوكل لصا لينتزع له حقه من لص آخر. يا لها من سذاجة منقطعة النظير!

تمزيغ Asemzeɣ التعليم يتم بنشر الأمازيغية نفسها وليس بتأجيلها ونشر الفرنسية بدلها. وحماية الأمازيغية تكون بنشر الأمازيغية وليس بالاستنجاد بالفرنسية. الفرنسية ليست جمعية خيرية لخدمة الأمازيغية وإنما الفرنسية هي أداة تخدم فرنسا والفرنكوفونيين. وصدق من قال: ما حك جلدك مثل ظفرك.

السبيل الأسرع لتمزيغ Asemzeɣ التعليم المغربي والإدارة المغربية هو عبر كتابة الأمازيغية باستعمال الحرف الفعال السريع العملي والعالمي. الوسيلة الفعالة العملية لنشر وإنجاح الأمازيغية بالمغرب والتي يتهرب منها التيفيناغيون والإيركاميون هي الحرف اللاتيني.

3) اللغة الأمازيغية لا تحتاج إلى معيرة ولا تصنيع:

اللغة الأمازيغية Tutlayt Tamaziɣt لغة كاملة لم ينقصها شيء في نحوها وصرفها ومعجمها طيلة تاريخها. وخلافا لأوهام الجاهلين بالأمازيغية وأصحاب المغالطات، فإن اللغة الأمازيغية لا تحتاج إلى أية “معيرة” ولا “تصنيع” ولا “تقعيد” ولا “عملية تجميل” من الإيركام ولا من غيره. والإيركام لا يمعير أي شيء وإنما هو يتصرف مثل دار نشر ومركز ثقافي، فيقوم بتوظيب وإعداد الكتب والكتيبات وتصميم الأغلفة الملونة والملصقات وترتيب الكلمات في مطبوعات لامعة مكتوبة بحرف ثيفيناغ. فيظن عامة المغاربة من ضعيفي المعرفة باللغة الأمازيغية أن الإيركام يقوم بعمل جبار أسطوري في “معيرة وتطوير وتأهيل الأمازيغية”، بينما نشر الكتب والقواميس هو شيء يمكن عمله من طرف أية دار نشر تتوفر لها الأموال والموارد البشرية وأجهزة الكومبيوتر المجهزة ببرنامج Microsoft Word.

الإيركام يعتمد في كل منشوراته على أبحاث لسانية أمازيغية وقواميس أمازيغية أنجزها مئات الباحثين المغاربة والجزائريين والأوروبيين والأمريكيين طيلة أزيد من 100 عام قبل تأسيس الإيركام عام 2001.

كلمات اللغة الأمازيغية جاهزة وموجودة قبل وجود الإيركام بمئات وآلاف السنين. وأمهات القواميس الأمازيغية موجودة قبل تأسيس الإيركام بعقود طويلة. وأجود القواميس الأمازيغية المطبوعة والأبحاث اللغوية حول الأمازيغية ما زالت تصدر إلى حد اليوم (بالحرف اللاتيني) من طرف الباحثين الأوروبيين والأمريكيين في جامعات فرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا والدانمارك وأمريكا وليس من جامعات المغرب والجزائر ولا من الإيركام.

الإيركام ليس مؤسسة أكاديمية ولا ينجز أية أبحاث لسانية أكاديمية أمازيغية بل هو دار نشر ومركز ثقافي يقتات من الأبحاث اللسانية الميدانية والعلمية للآخرين ومن قواميس الآخرين ويقوم بإعادة هضمها والاقتباس منها لصياغة مطبوعات خفيفة وكتيبات وقواميس صغيرة بحرف ثيفيناغ.

اللغة الأمازيغية لا تحتاج إلى أية معيرة ولا تقعيد وإنما تحتاج فقط إلى الكتابة والتدريس بشكل عملي يجمع بين لهجات اللغة الأمازيغية جنبا إلى جنب. و”معيرة الأمازيغية” كلام فارغ لا ينطلي إلا على من لا يعرف اللغة الأمازيغية ويتخيل أن الإيركام ينتج لغة جديدة يسميها “الأمازيغية المعيار” (يحاول تسويقها كمعادل لـ”العربية الفصحى”)، بينما كل ما يفعله الإيركام هو ما تفعله أية دار نشر وهو توظيب وإعداد المطبوعات والكتب والقواميس الخفيفة والأغلفة الملونة اللامعة بحرف ثيفيناغ. المغرب ما زال لا يملك مؤسسة أكاديمية متخصصة في الأبحاث الأمازيغية والترجمة إلى الأمازيغية.

وفي مقال سابق لي كنت قد فضحت الأخطاء الإملائية والنحوية والترجمية الفادحة التي ارتكبها الإيركام في ترجمته للدستور المغربي إلى الأمازيغية بحرف ثيفيناغ والتي لم يقرأها أحد تقريبا ولم ينتبه إليها أحد تقريبا، مما يشير إلى أن الترسيم الوظيفي للأمازيغية في الإدارات لن يحدث في أي وقت قريب بثيفيناغ.

إذن فإن كتابة الأمازيغية بحرف ثيفيناغ مع حرمان الأمازيغية من الحرف اللاتيني كليا هو شيء مُطَمْئِن جدا للتعريبيين والفرنكوفونيين معا لأن الأمازيغية بحرف ثيفيناغ بطيئة وضعيفة وغير مقروءة ولا تشكل أي خطر على سياسة التعريب وسياسة الفرنسة.

وقد رضي كثير من أنصار اللغة الأمازيغية بأن تكون مؤجلة إلى أجل غير مسمى في سبيل حرف ثيفيناغ. ورهانهم الوحيد هو على المظهر “البصري” لثيفيناغ الذي يظنون أنه سينقذ الأمازيغية. هذا التفكير “البصري” يفترض أن كل المغاربة أغبياء لا يستطيعون أن يستنتجوا أن العبارة الأمازيغية التالية:

Taɣiwant En Eṛṛbaṭ (معناها: “بلدية الرباط”)

هي عبارة أمازيغية يستطيع أي شاب مغربي متعلم ولو قليلا أن يقرأها ويستنتج أنها أمازيغية – والأهم من ذلك أن يتعلمها ويحفظها. وهكذا تشيع الأمازيغية بين الشباب في كل مكان بسهولة وسرعة.

النظرية “البصرية” التيفيناغية تعامل كل المغاربة كأميين لا يفهمون إلا الديكور بدل أن تعاملهم كراشدين قادرين على التمييز بين العبارة الأمازيغية Tageldit En Murakuc والعبارة الإنجليزية Kingdom Of Morocco رغم كونهما مكتوبتين معا بالحرف اللاتيني.

4) الضربتان اللتان أصيبت بهما الأمازيغية:

لقد أصيبت اللغة الأمازيغية بضربتين خطيرتين في مطلع القرن 21:

– الضربة الأولى جاءت في 2003 عندما قرر الإيركام في شوطين تصويتيين كارثيين أن يحرم اللغة الأمازيغية من الحرف اللاتيني العالمي ويفرض عليها حرف ثيفيناغ كحرف وحيد استجابة لضغوط سياسية من الإسلاميين والتعريبيين واليساريين وربما حتى من المخزن.

– الضربة الثانية جاءت في 2011 عندما قررت الدولة (تحت ضغط حركة 20 فبراير) أن تعترف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية ثانوية تحتانية مقزمة ممرحلة مؤجلة ومقيدة بشيء عجيب اخترعه المخزن اسمه “القانون تنظيمي” الذي يتحدد محتواه بمزاج الأحزاب في البرلمان ويتساوم حوله تجار السياسة.

مع سقوط الأمازيغية في مصيدة ثيفيناغ تقزمت أحلام المدافعين عن الأمازيغية إلى مطالب شكلية مثل رؤية الديكور التيفيناغي (الذي لا يقرأه أحد) على الجدران ولوحات الشوارع والصيدليات.

ومع سقوط الأمازيغية في مصيدة الترسيم الدستوري الأعوج المشوه المقزم المشروط والمرهون بـ”القانون التنظيمي للأمازيغية” تقزمت أحلام المدافعين عن الأمازيغية إلى انتظار نزول “القانون التنظيمي” الذي تم وضعه في الدستور خصيصا لفرملة الأمازيغية وتضييع وقتها.

إلى حد الآن لم تستفق الأمازيغية من هاتين الضربتين الخطيرتين. ودخلت منظمات الحركة الأمازيغية وبقية المدافعين عن الأمازيغية في مرحلة غيبوبة ودوخة وشرود ذهني مستمرة إلى الآن.

الأمازيغية لا تحتاج إلى “قانون تنظيمي” لكي تكون لغة رسمية للمغرب وإنما تحتاج إلى الترسيم الدستوري الحقيقي المنعدم حاليا. الأمازيغية ما زالت لحد غير مدسترة كلغة رسمية حقيقية. الترسيم الدستوري مشوه تشويها خلقيا. اقرأ الفصل الدستوري الكارثي رقم 5 واحكم بنفسك.

“القانون التنظيمي للأمازيغية” خدعة ماكرة لتقييد وتأخير وتأجيل ترسيم اللغة الأمازيغية (المشوه الأصلا) ولإغراق الأمازيغية في العراقيل البيروقراطية اللانهائية. لو كان في “القانون التنظيمي للأمازيغية” خير لطالب أنصار العربية الفصحى التعربيبون والإسلاميون بقانون تنظيمي للعربية الفصحى.

“القانون التنظيمي” مصيدة بيروقراطية للأمازيغية. وحرف ثيفيناغ مصيدة مدرسية للأمازيغية.

5) الحل الضروري المنطقي العقلاني واضح:

الحل الضروري بالنسبة للغة الأمازيغية واضح وضوح الشمس: تدريس وترسيم الأمازيغية بالحرف اللاتيني، وتعديل الفصل 5 الكارثي من الدستور المغربي لإقرار المساواة الدستورية الكاملة بين اللغتين الأمازيغية والعربية دون تقييد الأمازيغية بأي “قانون تنظيمي” أو “غير تنظيمي”.

والحل واضح بالنسبة للتعليم: إقرار الثلاثية اللغوية الأمازيغية – العربية – الإنجليزية وتدريس اللغات الثلاث بنفس عدد الساعات في كل مستويات التعليم، واستعمال اللغات الثلاث في تدريس العلوم وفي كل الكتب المدرسية من الرياضيات إلى التربية الفنية، وطرد الفرنسية تدريجيا من المغرب انطلاقا من الآن.

بقلم مبارك بلقاسم

tussna@gmail.com

Exit mobile version