تاريخ الملك النوميدي الأمازيغي ميسيبسا ابن مسينيسا 148 – 119 ق.م
كان مصيبسا قد ورث خصائص أبيه الخلقية والعقلية، فكان حازما، مخلصا غيورا على الدولة مثله، كما كان حصيف العقل، حسن التدبير، موفقا في سياسته للدولة فهدأت له الأيام، وأعجبت به رعيته، واتصل في عهده الاستقرار الذي أورثه مصينيسا لدولته، فلم يثر عليه ثائر في الداخل ولا في الخارج، فواصلت الدولة سيرها في طريق البناء والتشييد التي دفعها فيها مصينيسا، فازدهرت في كل نواحيها وأعلت صروحها في كل جهاتها، فانتشر العلم في الرعية، والغنى في جماهير الدولة، وحب الحضارة في
طبقات الشعب، فازداد إقبالهم عليها. فكانت الدولة البربرية هي التي تحمل راية الحضارة بعد البونيقيين، وهي التي ورثت مدينة قرطاجنة وزادت فيها، وطبعتها بطابعها.
وكان عهد مصيبسا هو الزمن الذي ظهرت فيه نتائج جهود مصينيسا كاملة. لقد تثقف البربر كما أراد، واقلبوا على الزراعة، والصناعة، واستعدوا لعدوهم بالتربية العسكرية، واقبلوا على العمل المستمر والجد الدائب في كل الميادين، واتحدوا وتآزروا فلم تنفصل ناحية عن الدولة، وأدركوا كلهم خطر الرومان فاستعدوا لهم بالاتحاد. فقطف مصيبسا ثمار جهاد أبيه. فعاش قرير العين بحسن الاتجاه الذي كانت عليه دولته بفضل والده، وبالاستقرار والهناء التي ترك مصينيسا أسبابها كاملة في الدولة.
غرام مصيبسا بالعلم والفلسفة وعكوفه عليهما
وكان مصيبسا لما ولي الملك في كهولته. انه في التاسعة والخمسين من عمره. وكان عاقلا حكيما وذكيا عالما، وقد أيد فيه الاستقرار الذي كانت عليه الدولة رزانته ووقاره، وحبه للعلم، وغرامه بالدراسة. كما كان جهاز الدولة الذي أحسن اختياره له فضل كبير في ذلك. وكان أخواه غولوسة ومنستابعل قد قام مل منهما بما عهد إليه أحسن قيام فكان منستابعل وزير القضاء، وغولوسة وزير الحرب. فخف كاهله، ووجد الوقت الفسيح للاستغراق فيما يحب ويهوى، وهو العلم الذي غرس حبه مصينيسا في أبنائه وفي دولته. فاقبل على خزائن أبيه من الكتب، وعلى خزائنه، وعلى خزائن الدولة التي
غنمتها من قرطاجنة. فوجد فيها ضالته من العلم والفلسفة. فكان يقضي أوقات فراغه في الكتب أو في مذكرات العلماء والفلاسفة، أو في إفادة حاشيته من واسع علمه، وغزير معرفته.
وكان مصيبسا يحسن ثلاث لغات: البونيقية، والإغريقية، والرومانية، أفادته اللغتان البونيقية والإغريقية في الدراسة والاستزادة من العلم. وكان يميل إلى الفلسفة الإغريقية، ويعتني بدراسة كتبها، ومناظرة الفلاسفة اليونان الذين يزورونه في عاصمته ويرغبون في التحدث معه لسعة علمه، وغزارة معرفته، وعمق إدراكه لإسرار الفلسفة ودقائقها.
وكان مصيبسا يدفع بشعبه في طريق العلم والمعرفة، وينفخ حبة للعلم في رعيته، فتأثر به البربر واقتدوا به، فازدادوا نشاطا في التعليم، ومنافسة في معرفة ما تركت لهم الدولة البونيقية من مختلف العلوم.
قوة البربر واختيارهم من غنائم قرطاجنة لمكاتبها الحافلة
ان غرام مصيبسا –وهو رأس الدولة وعنوانها- بالعلم، واختيار غولوسة وجيشه الذي فتح قرطاجنة مع الرومان من غنائم قرطاجنة الكبرى لخزائن الكتب التي كانت تشتمل عليها مكتبة الدولة، دليل على نضوج البربر وحبهم للعلم والمعرفة وكان فرح مصيبسا بتلك الخزائن التي نقلت إلى نوميديا، وفرح شعبه كبيرا لحصولهم عليها، ونجاتها من الحرق والتدمير الذي عفي على قرطاجنة، وأزالها من الوجود إنهم قد غنموا من قرطاجنة لما غنموا كتبها أنفس كنوزها، أثمن أعلاقها، وفازوا من الغنائم بأحسن مما أخذه الرومان. لقد كان البربر أكثر نضوجا من الرومان، واعلم منهم لاختيارهم للكتب من الغنائم، ولإثارهم للعلم الباقي، والمعرفة التي هي أنفس شيء في الوجود!
قد يكون الرومان قد رغبوا في خزائن قرطاجنة من الكتب فاستأثر بها غولوسة قائد جيش مصيبسا. وهذا دليل على مكانة البربر وقوتهم وأثرهم الأكبر في فتح قرطاجنة، فكان لهم نصيب الأسد من الغنائم، وانتقاء القوي المنتصر من الأسلاب وهو دليل أيضا على تقرب الرومان إليهم، وحرصهم على استرضائهم، لأنهم دولة قوية يحتاجون إلى عونها ومؤازرتها في كل الميادين، فأثروهم بأنفس شيء في الغنيمة ورضوا بان تنتقل كل الكتب إلى الدولة البربرية حتى التي تمثل شخصية البونيقيين العظيمة، وهم حريصون على إزالة تلك الشخصية ومحوها من الوجود.
وقد نظر الأستاذ احمد صفر إلى الغنائم والأسلاب في قرطاجنة نظرة الطفل الذي يفتتن بالمادة ويستبيه البريق، ويحتقر المعاني ويعرض عنها، فحكم بان البربر لم يأخذوا من الغنائم إلا الفتات، وان الرومان قد بخسوهم حقهم، واحتقروهم؛ وجعل الرومان في معركة قرطاجنة هم كل شيء، يأخذون ما يريدون، والبربر معهم كالخدم مع السادة يأخذون فضلاتهم، وما يزهدون فيه! ان هذا غلط كبير. لقد كان غولوسة وجيشه البربري هم القوة الفعالة التي عجلت بفتح قرطاجنة. وكانوا يمثلون دولتهم المستقلة القوية الرافعة الرأس. وما كان للبربر ان يخشعوا للرومان، وهم يستعدون مل الاستعداد لحفظ المغرب منهم. ان الحازم الكيس كغولوسة وجيشه، لا يخنع للعدو فيطمع فيه، بل يريه جانب القوة، ويقف إمامه رافع الرأس، ويعامله معاملة الند لنده لا يرضى ان يحتقره أو يبخسه حقه ة سيما في مجال الحرب الذي تقسم فيه الغنائم على حسب الغناء في المعركة، والدرجة في البطولة والأقدام.
قال الأستاذ صفر: » وتخلفت رومة لأبناء مصينيسا عن بعض فضلات الغنيمة لا تسمن ولا تغني من جوع، فتركت لهم مكتبة قرطاج، وتنازلت لهم عن بعض الأراضي! .»
ان هذا الكلام لا يليق في أسلوبه ومعانيه. انه ينطوي على احتقار العلم، والاستخفاف بالبربر، وعدم المبالاة بالتراث العلمي العظيم الذي تركته قرطاجنة. انه ليس فتاتا تلك الخزائن الغاصة بالكتب البونيقية النفيسة، بل هي لباب الغنائم وخيرات السلب، وأحسن ما تختاره الأمة الناضجة الواعي. لقد أبيحت قرطاجنة للجند الفاتح أياما، فاخذ البربر من نفائسها المادية ما يشاءون، واخذ مصينيسا قبل ذلك من أراضيها أخصبها وأغناها، ولم يترك من افريقية للرومان إلا نحو الثلث. وهاهم يستأثرون بكنوزها الأدبية، فهل بقي لهم من شيء نفيس لم يأخذوه؟!
ان عيب المؤلفين المحدثين في تاريخ المغرب هو إيمانهم بالمراجع الأجنبية وتقليدها حتى في احتقار مغربهم، والإزراء بأجدادهم، والغض من مقام البربر الرفيع، وتمجيد كل ما هو روماني، وجعله شيئا رفيعا نافعا كالسحاب ولو كان غبار المراغة! !
كان مصيبسا عالما جليلا، وفيلسوفا حكيما. يحب القراءة ويشغف بالعلم. وكانت دولته مثله في الغرام بالعلم والهيام بالمعرفة.
غرام مصيبسا بالجمال والحضارة وتزيينه لعاصمته
وكان متحضرا قد أعجب بالحضارة البونيقية والإغريقية فاقتبس منهما الصالح الذي يليق بدولته، وأشاعه في رعيته. وكان يحب الجمال. يريد ان يراه في كل شيء في دولته، في سيرة رعيته، وفي عقول أمته، وفي المدن والقرى، وفي القصور والجدران فاعتنى بعاصمته قرطة كل الاعتناء، فلم يكتف بجهود البربر المثقفين في تجميلهما وتحصينها بل جلب إليها طائفة من اليونان، فأعانوا البربر في البناء والزركشة وعلموهم ما لم يعلموا من الفن المعماري الإغريقي، فصارت قرطة في الجمال والروعة والزخرف والنظام عروس المغرب، وأمست للدولة البربرية الكبرى هي المحيا الفاتن في الجسم القوي وصارت
للمدن في الدولة قدوة في الزخرف والنظافة، والنظام والجمال، فاقتدت بها وكان الغنى الذي كانت عليه الدولة البربرية، والثقافية المنتشرة في طبقاتها، والاستقرار والهناء الذي تنعم به، مما جعلها تغرم بالجمال وتقبل على الزخارف والنقوش وتحرص على الحسن تريد ان يكون في كل أشيائها.
وكانت قرطة إلى جمالها وزخرفها، حصينة عالية الأسوار والأبراج. وكانت كثيرة العمارة غزيرة السكان تستطيع ان تجند من سكانها عشرة آلاف رجل، وعشرين ألف فارس. وهذا دليل على الرخاء والهناء، وسعة الأرجاء في قرطة، فاقبل عليها الناس من كل أنحاء المغرب.
وكان مصيبسا يحافظ على القوة العسكرية التي تركها مصينيسا في الدولة. انه يعرف ضمائر الرومان للمغرب. إنهم لص يساكنه في داره فيمناه لا تفارق مقبض سيفه، وهو لا يغفل عن جيشه وأسطوله وتقويتهما والمحافظة عليهما.
سياسة مصيبسا الحكيمة مع الرومان
وكان مصيبسا يكره الرومان كوالد. وكان حريصا على الاستقرار في الدولة لينجز البربر كل مشاريعهم، وتبني الدولة نفسها في كل النواحي، فتستطيع مصارعة الرومان ومكافحتهم، لذلك كان يهادن الرومان ويداريهم، ويسلك معهم مسلكا حكيما لا يثيرهم عليه. ولا يجعل لهم سلطانا على دولته.
وكان الرومان يحتقرون مصيبسا ويخشون جانبه، وكانوا يتخذون كل وسيلة لاستبقائه على الحلف القديم الذي ابرموه مع أبيه. وكانوا يستنجدون به في حروبهم الكبيرة فينجدهم. وكان اكبر أغراضه في إعانتهم ان يزداد الجيش البربري قوة وتمرنا على الأساليب الرومانية في الحروب، وان تذكو صفاته الحربية فلا يضعفها السلم الدائم، فان الاستقرار الذي كانت عليه دولته، وخلوها من الأعداء والحروب، مما يوهن الشخصية الحربي في جيشه. كان غرض مصيبسا من إرسال جيوشه ليحاربوا مع الرومان، لا تملق الرومان والخضوع لهم كما يقول المقلدون، بل إرهاف شجاعتهم والزيادة في دربتهم، ومنعهم من نسيان فنون الحرب التي يتقنونها، واكتساب الأساليب الحربية الجديدة من الرومان والأمم الأوروبية والشرقية التي يشاركون في محاربتها. وكان الرومان قد استنجدوا بمصيبسا في سنة 148 لما استعصت عليهم قرطاجنة فذهب إليه سبيون الاميلي قائد الرومان مستغيثا، فانجده بجيش قوي أرسله مع قائد جيوشه أخيه غولوسة. كما استنجدوا به في حروبهم مع جمهورية نومنسة في الأندلس في سنة 134 ق.م فانجدهم بجيش كبير فيه اثنا عشر فيلا، وجماعة كبيرة من الفرسان وحاملي القسي وحاملي المقاليع، وأرسله تحت قيادة ابن أخيه البطل القوي يوغورطة فاستطاع يوغورطة بكفاءته الحربية وجرأته، وبشجاعة جيشه البري ومضائه، ان يفض قلعة نومنسة ويفتحها للرومان.
قال الأستاذ صفر: »وبعد سقوط نومنسة في صائفة سنة 133 شكر سبيون قائد الرومان يوغورطة وأكرمه أمام الجيش؛ وصرفه مبجلا معظما بعد ما سلمه رسالة خاصة إلى مصيبسا يمجد فيها أعماله !.»
وكان الرومان قد استنجوا في حروب كثيرة بمصيبسا فانجدهم، كما كانوا يشترون من الدولة البربرية الغنية الحبوب، والزيت، والعدد الحربية، والفيلة المدربة، وغير ذلك من غلال المغرب المخصب الغني، وسلعه الجيدة.
وكان الرومان اكبر زبون للدولة البربرية، تبعهم ما يحتاجون إليه بثمنه، وكانت علاقاتها بهم علاقة التاجر العزيز الأبي الغني بزبونه. ولم تكن الدولة البربرية تخضع للرومان، وتتمرغ تحت أقدامهم، ويرونها مزرعتهم يأخذون منها ما يشاءون، كما يقول الضعفاء المقلدون الذين يرددون دعاوي الأوروبيين التي تزري بأجدادهم، وتحتقر جنسهم الكريم الأبي.
قال الأستاذ صفر: »وبعد انتصار الرومان على قرطاجنة وتهديمها اكتفت رومة مبدئيا بالاستيلاء على ارض حكومة قرطاج افريقية( لان أبناء مصينيسا كانوا كلهم طوع أمرها، ورهن إشارتها ! وكانت تعتبرهم تحت ظلها وحمايتها، فلم تر فائدة في زيادة الاستيلاء على مملكتهم التي كانت تستغلها بدون عناء ولا كلفة ولا نفقات! وكانت تعتبرها تحت تصرفها مثلما كانت تصرفت في الملك غولوسة وفي قواته العسكرية فربحت بهم الحرب ضد القرطاجيين!
ان هذه دعاوي أوروبية باطلة قد رددها الأستاذ صفر في أكثر من صفحة في كتابه وقد بينا خطأها في باب مضى انه كلام لا يقوله إنسان يعرف كل أبواب التاريخ القديم للمغرب، ولا يصح ان يصدر من الأخ صفر الذي شرع بعد هذه الدعوى بصفحتين يشرح مصارعة الرومان العنيفة الطويلة المهولة للدولة البربرية ليصرعوها كي يستولوا عليها وعلى المغرب كله. ان الأستاذ قد ناقض نفسه بعد صفحتين، وأبطل ما دعاه من ” ان الرومان لا يرون فائدة في زيادة الاستيلاء على المملكة البربرية لأنها تحت تصرفهم الخ”
لو ان الأستاذ رأى تاريخ المغرب الكبير كله تاريخه، ونواحي مغربنا كلها وطنه لاعتنى بأبواب تاريخ المغرب كلها عناية واحدة، وترك الأقلية الضيقة التي تجعله يوجز في الدول النوميدية والموريطانية ويشير إليهما، لا يدرس في عناية أخبارها ليدرك الصحيح الذي ينقله، والزائف الذي يطرحه ويرد عليه، ولا يراها دول أجداده فيسهب فيها كما فعل في الدول التي نشأت في افريقية. لقد عكف على الدولة البونيقية التي ثار عليها أجداده، وعلى الدولة الرومانية التي استعمرت وطنه وقتلته، فأسهب فيهما، لان الدولة البونيقية كانت في افريقية، والدولة الرومانية قد علمته مراجعة الفرنسية وأساتذته الأوروبيون ان يمجدها، ويعتني بها أكثر من عنايته بدول أجداده في المغرب الكبير !!
أننا نعجب بكتاب )مدينة المغرب العربي( ونراه اكبر يد يقدمها الأستاذ صفر إلى الأمة المغربي، والى المكتبة العربية، ولكنه قد جاء فيه بهنات ان اغتفرت لمؤرخينا في عهد الاستعمار الغاشم، فلا تغتفر لهم، ولا تجوز منهم في عهد الاستقلال الذي يوجب علينا أنصاف امتنا المظلومة، وتاريخنا المغبون.
وفاة منستابعل وغولوسة
وكان منستابعل وغولوسة أخوا مصيبسا يحملان معه أعباء الدولة، فتوفيا في سنة 145 ق.م بعد أربع سنين من ولايته الملك، فاستعاض عنهما بابنيه همصال، وآذربعل وابن أخيه يوغورطة. لقد كان يوغورطة شجاعا، داهية، كعمه غولوسة، فجعله قائد الجيش، واستعان بابنيه لا سيما هيمصال في الشئون السياسية، وكان يدربهما ليكونا خليفته في الملك، ولا يتغلب عليهما ابن عمهما يوغورطة فيستولي على المملكة كلها.
وقد ظلت الدولة البربرية الكبرى هادئة مطمئنة لم تقع بلبلة طول عهد مصيبسا في الملك، وذلك لرضى البربر عنه، وإقبالهم على العمل، واشتغالهم بحظوظهم في الغنى والعلم والحضارة، وكل النعم التي أسبغتها عليهم دولتهم الكبرى.
وفاة مصيبسا ومدته في الملك
وفي سنة 119 ق.م أدركت مصيبسا الوفاة. فحزنت عليه الدولة، وأشفق شعبه من فقده. ورأى في الأفق غيوما تطلع على المغرب بعد مصيبسا فتعكر أيامه. انه سواد الرومان الذين لا يبغون للمغرب إلا سرا، فوضعوا أيديهم على قوائم السيوف وتمنوا ان يكون ملكهم بطلا جسورا كمصينيسا، فنظروا في العائلة المالكة فوجدوا يوغورطة فتنفسوا الصعداء.
وكان عهد مصيبسا في الملك تسعا وعشرين سنة. من سنة 148 إلى سنة 119 ق.م وعمره ثمانية وثمانين عاما. فمن الذي جاء بعده من الملوك الكبار الذين رفعوا رأس المغرب؟ انه يوغورطة! هذا البطل الذي سنوفيه حقه بعد ان نلم بابني مصيبسا اللذين فتحا باب المغرب للرومان. كيف وقع هذا ومتى؟
المؤرخ : محمد علي دبوز،
من كتاب: تاريخ المغرب الكبير