أول دكتوراه حول الملك الأمازيغي يوبا الثاني في جامعة فلانس الإسبانية
عمل أكاديمي جديد يرى النور في جامعة فلانس الاسبانية حول الملك المريطاني يوبا الثاني عبر أطروحة دكوراه للطالب كونسبسيون فالومير باستور(Concepción Falomir Pastor) وتحت إشراف البروفسور Juan José Seguí Marco، تناول هذا العمل تحليل الأهمية التي حظي بها تنصيب هذا الأمير الشمال أفريقي كملك لموريتانيا بالنسبة لإمارة أوغسطس. انطلاقًا من تحليل أصله النوميدي وعلاقات التحالف والصداقة التي ربطته بالإمبراطورية حيث كان أسيرا فيها عند يوليوس قيصر بعد وفاة والده يوبا الاول في معركة تابسوس في 46 قبل الميلاد، وترعرع في كنف مدارسها وقصورها قبل تولي منصبه، حقائق ذات صلة كبيرة وشرحها على نطاق واسع في هذا العمل ، تناول كذلك دراسة بقايا النقود والكتابات والأدبية والأثرية التي أدت لتأسيس خطوط عمل هذا الملك في مملكته ، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعسكري والسياسي.
فيما يتعلق بالجانب الأول المذكور ، أظهرت الدراسة التي تم إجراؤها أن هذا الملك أجرى إصلاحًا نقديًا مهمًا للغاية ، والذي كان بدوره جزءًا من الإصلاح الذي نفذه أغسطس نفسه. كان الغرض منه تلبية النظام الضريبي الجديد ، وتبسيط المعاملات التجارية والوفاء بالواجبات العسكرية والإدارية الأخرى.
كما سلط هذا العمل على الصناعية المتعلقة بثروة سواحل مملكته، مثل مصانع التمليح ، حيث تم القيام ، بالإضافة إلى إنتاج الثوم والأسماك المملحة ، بأنشطة أخرى مثل صناعة اللون الأرجواني. ويعتقد المؤلف أن يوبا الثاني أرسى أسس سوق الزراعة. وحصل ، من خلال الاستكشافات الجغرافية التي عرف بها الملك العالم ، على معرفة تجريبية بالثروات الأخرى التي أفاد بها للمملكة الموريتانية ، مثل الأخشاب الثمينة أو الحيوانات التي وصلت إلى سعر مرتفع في السوق ، والتي كانت بلا شك مصدرًا مهمًا للدخل. كل هذه الأنشطة التي كانت بدورها محركًا لشركات ثانوية أخرى حققت أهمية كبيرة ، مثل صناعة الفخار. كانت الدفعة الاقتصادية الممتازة التي تمكنت من تقديمها للمملكة ممكنة بفضل جهد عسكري مهم. تمت معالجة أدائه في هذا المجال بعمق ولوحظ سلوكه الفعال ، حيث ساعد روما في الدفاع عن مقاطعة إفريقيا من الغارات والحروب التي تقودها القبائل المجاورة ، وكذلك في مملكته. كان لديها جيش مهم يتكون من مشاة روماني وفرسان محليين ، سلاح الفرسان المور الشهيرة ، ذو قيمة تكتيكية كبيرة بسبب خفة حركتهم وقدرتهم على الحركة.
كما أنه يمتلك أسطولًا بحريًا يقع في ميناء قيصرية العسكري (تيبازة حاليا)، مما جعل هذه المدينة ، عاصمة المملكة ، قاعدة عسكرية في الغرب من الدرجة الأولى. شارك جوبا الثاني ، المسؤول عن مراقبة باكس أوغوستا في غرب البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ، بنشاط وكان جزءًا من مشروع أوكتافيان العسكري ، والذي كان يهدف إلى منح الإمبراطورية الهدوء الذي بدونه لا يمكن للاقتصاد أن ينمو. ظل هذا الملك خلال فترة حكمه الطويلة (25 ق.م – 23 م) ، وكذلك ابنه بطليموس الذي حكم حتى عام 40 بعد الميلاد ، تحت سيطرة القبائل البدوية وشبه البدوية ، خارج المملكة ، مما تسبب في اضطرابات في المناطقة هددت الثروة الاقتصادية . في الوقت نفسه ، عرف جوبا كيف يوطد سلالته ويكسب احترام رعاياه ونخب المجتمع الإمبراطوري.
يقول المؤلف في مذكرته أن يوبا الثاني ناشد أصوله الشمال أفريقي وأفتخر بها ، متذكرًا أنه كان من نسل ماسينيسا العظيم ، مما جعله أقرب إلى المؤسسة الملكية. من ناحية أخرى ، سمح زواج من كليوباترا سيلين ، ابنة كليوباترا العظيمة وماركو أنطونيو. بتنمية قدرات جوبا الفكرية ومهاراته الدبلوماسية ، جنبًا إلى جنب مع تألق سلالته في الإمبراطورية ، حيث كان أحد أكثر الشخصيات المرموقة في فترة أغسطس.
تحميل أطروحة الدكتوراه من هنا
