إحدى أهم الخرائط القديمة لشمال إفريقيا الأمازيغية التي كانت تسمى قديما بي ” بربريا ” (Barbarie) نسبة لسكانها الأصلين الأمازيغ الذين أطلق عليهم تسمية البربر من طرف جيرانهم الرومان وهو الاسم الذي أطلقوه على كل الشعوب التي رفضت الاندماج في الحضارة الرومانية مثل سكان شمال افريقيا وبربر إسبانيا ، بربر جرمانيا … وهذا أكبر دليل على أن شعوب شمال إفريقيا الأمازيغية حافضت على إستقلالها الهوياتي والثقافي ولم تمتزج في الحضارة الرومانية وهو ما أكده محمد الميلي تاريخ الجزائر القديم والحديث ج 01 ” ومن هنا نعلم أن البربر لم يمتزجوا بالرومان ويندمجوا فيهم ولكن لا ننكر وجود شواذ وفذتهم الحضارة الرومانية وتأثروا بساداتهم في لغتهم وأدابهم ونظام حياتهم ، غير أن ذلك لا يعد شيئا بالنضر لطول إقامة الرومان بينهم ، بل أن طول إقامتهم بالوطن البربري أثر فيهم أنفسهم حتى صاروا متميزين عن إخوانهم برومة ” .
أما مصطلح المغرب العربي فهو مصطلح جديد ظهر بعد سنة 1936 فقط بعد تأثر الحركات الوطنية بالجزائر والمغرب بأفكار القومية العربية لمشال عفلق وشكيب الرسلان الذين نظروا لفكرة إنشاء وطن عربي قومي بإعاز من فرنسا وبريطانيا كخطوة للقضاء على رابطة الدين التي كانت توحد الشعوب العربية والاسلامية وإستخدام هذه القومية اللغوية (القومية العربية) لاسقاط الخلافة الاسلامية العثمانية وهو ما حدث بعد إعلان عن ما سمي بالحرب العربية الكبرى ضد التواجد العثمانية في الحجاز والشام .
وهذا المصطلح مرفوض عند جموع الأمازيغ لانه مصطلح إستعماري بالنسبة لهم كونه يهمش أهم شريحة في شمال افريقيا وهم الامازيغ، ويفضلون إستعمال مصطلح شمال افريقيا الذي لا يقصى أحد من السكان سواءا من حيث اللغة (الأمازيغية ،العربية ، الاسبانية) أو من حيث الدين (الاسلام، المسيحية ، اليهودية …) .
لقد عمل الاستعمار الفرنسي على تعريب الطوبونيميا (Toponymie) في الجزائر وشمال افريقيا بتأسيسه للمكاتب العربية التي مارست سياسة التعريب في أسماء العائلات والأماكن فحولت (أيث) الى (بني) او (أولاد) فأصبح أث ياني = بني ياني وأصبح أث صالح = أولاد صالح … وهذا لنشر فكرة استعمارية خبيثة تقوم على تظخيم التغريبة الهلالة ، فكانت كتب الفرنسيين تقول في بداية الغزو أن كل الجزائريين عرب هاجروا من الحجاز الا بعض البربر هاجروا من أروبا ايضا وهذه الارض التي هي أرض رومانية قبل هجرة العرب والبربر اليها ،ونحن الفرنسيون هم ورثة روما الشرعيون لها ولا يحق لاي جزائري أن يطالب بها ، وطبعا كان هذا خطاب استعماري تم تزوير التاريخ فيه لكن للاسف وقع في فخه الكثير بعضهم عن جهل والبعض عن قصد لحاجة في نفس يعقوب .
ولإن القومية العربية صناعة فرنسية حيث كان أول مؤتمر تأسيسي لها في باريس سنة 1913 فإنها قد مارست نفس سياسية فرنسا التعريبة بعد الاستقلال لتحقيق مشروعها (الوطن العربي) على حساب اللغات والثقافات الاصلية (الأمازيغية ، القبطية ، السريانية، الكردية، البازيدية ، الدروزية ….) وفي الحقيقة لم تكن هناك أي وحدة بل كانت قنبلة إنكشارية فجرت العالم الاسلامي بعد إنتفاض وتمرد الشعوب التي تعرضت للطمس والتهميش وكان القومية العربية أحد أهم الاسباب المباشرة لظهور الحركات الانفصالية في العالم الاسلامي و التي ظهرت كردة فعل طبعية للاقصاء والتهميش .
هذه خريطة بربريا (Carte de Barbarie) نسبة الى البربر الامازيغ تعود الى سنة 1630 وضعها الجغرافيين (Gerhard / Gerardus Mercator) وطبعت في أمستردام بهلندا في السنة المذكروة من طرف (Cloppenburgh) لقد كانت هذه الخريطة المستمدة من أطلس الصغرى لمركاتور في القرن السادس عشر للملاحة .
إضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجم الاصلي
carte dee cotes de barbarie ou les royaumes de Maroc ,de Fez d’Alger, de tunis , et de Tripoli
هي خريطة أخرى تعود الى 1771 لكنها أكثر تفصيلا من الخريطة السابقة حيث تظهر أسماء المناطق والمدن في كل شمال افريقيا والساحل البربري بأسمائها الامازيغية قبل أن يتم تعريبها مع بعض الاسماء اللاتنية أغبلها تم تحريفها عن الاسم الأمازيغي الاصلي
إضغط هنا لمشاهدة الحجم الأصلي للخريطة
نشير فقط أن تعريب وتغير أسماء هذه المدن والأماكن يسيئ كثيرا الى العلوم المتعلقة بالتاريخ والجغرافة لأن الكثير من الكتب التي وضعها الرحالة قديما كانت تحمل أسماء مدن وأماكن لا نجدها اليوم بسبب تعريبها وتغير أسمهائها ومن بين هؤلاء الرحالة والجغرافيين الذين زاروا الجزائر وشمال افريقيا قديما نجد على سبيل المثال لا الحصر :
الجغرافي نيكولاي ”Nikolay الذي زار الجزائر سنة 1551 وكتب ورسم صور لمناطق عدة مثل مدينة الجزائر وبجاية ..
الدكتور شو ”shaw” الإنجليزي الذي زار الجزائر من عام 1720 إلى 1732 الذي أبدع في كتاب أكثر من رائع بعنوان ” جولات في ولايات متعددة ببلاد البربر والشرق” .
جان أندري بايسونال ”peyssonnel” زار الشرق الجزائري خلال عامي 1724 و1725 وقدم عملا هاما عن الجزائر، تمثل في معلومات جغرافية وطبيعية واجتماعية قيمة،
وكما تلاحظون في الخرائط فأنه حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط كان يطلق عليه إسم ساحل بربريا .